تزوّج من امرأة أبيه ظنّاً منه انّها تجوز له ، فأمر عبدالملك بقتله على جهله فيما لايجوز الجهل به ، وقال : لاجهل في الإسلام ولاتجاهل ، فاستحسن جابر بن زيد هذا العمل من عبدالملك وقال عنه : إنّه أحسن وأجاد. وما ذاك إلاّ لما تميّز به هذا الفقيه الكبير ، تميّز مذهبه من صفة التسامح والاعتدال ، ولما قام عليه هذا المذهب من اُسس واُصول (١).
٣ ـ إنّ جابراً كان يصلّي الجمعة في المسجد الجامع في البصرة خلف عبيدالله بن زياد ، وكان يقول لهم : إنّها صلاة جامعة وسنّة متّبعة.
وذكروا : انّه كان يتناول من الحجاج عطاء مقداره ستمائة أو سبعمائة درهم ويصلّي خلفه ، وعرض عليه الحجاج أن يولّيه القضاء ولكن جابراً رفض هذا العرض (٢).
٤ ـ إنّ العلم مثله مثل طائر باض في المدينة المنّورة ، وفرّخ بالبصرة ، وطار إلى عمان (٣).
يريد انّه فرّخ بالبصرة بيد جابر ، ولمّا مات جابر انتقل العلم إلى عمان وذلك قبيل نهاية القرن الثاني للهجرة حيث قامت الإمامة الاباضية في عمان عام ١٧٧ ، وصارت هذه البلاد حجر الزاوية ومركز الثقل السياسي بالنسبة إلى المذهب والدعوة.
٥ ـ إنّ جابر بن زيد الأزدي من أهل البصرة ، يروي عن عبدالله بن عباس ، وقد لقي جابر بن زيد عائشة اُمّ المؤمنين وسألها عن بعض مسائل ، فلمّا خرج عنها قالت : لقد سألني عن مسائل لم يسألني عنها مخلوق قط ، وإنّما توفّي
__________________
١ ـ الدكتور رجب محمد عبدالحليم : الاباضية في مصر والمغرب : ٥٧ ـ ٥٨.
٢ ـ الدكتور رجب محمد عبدالحليم : الاباضية في مصر والمغرب : ١٦ ـ ١٩ ـ ٣٢.
٣ ـ يكرّرون هذا التعبير في غير واحد من كتبهم وهو من المغالاة في القول.