جابر رضياللهعنه سنة ثلاث سنين ومائة (١).
٦ ـ اشتهر انّه لايماكس في ثلاث : في كراء إلى مكّة ، وفي عبد يشترى ليعتق ، وفي شاة التضحية ، وكان يقول : لانماكس في شيء نتقرّب إليه.
روي أنّه رأى أحد الحجبة يصلّي فوق الكعبة ، فنادى : يا من يصلّي فوق الكعبة لاقبلة لك (٢).
٧ ـ إنّ جابراً أحد المؤلّفين في الإسلام وقد كان لديوانه رنّة ، وكان موضع تنافس بين دور الكتب الإسلامية ، واستطاعت مكتبة بغداد أن تحصل عليه وان تبخل به عن غيرها من المكتبات.
يقول علي يحيى معمر :
كان لهذا الكتاب قيمة كبرى لما فيه من علم وهدى ، ولقربه من عصر النبوّة ، ولأخذ مؤلّفه عن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ، وكانت له قيمة اُخرى أثرية وهي أنّه أوّل كتاب ضخم اُلّف في الإسلام.
وإنّه لمن المؤسف أن يضيع هذا التراث العظيم من مكتبة بغداد عندما اُحرقت تلك المكتبة العظيمة. وضاعت منها آلاف النفائس ، كما أنّه من المؤلم المُرّ أن تضيع النسخة التي وصلت إلى ليبيا ، فيما ضاع من التراث الإسلامي العظيم بسبب الجهل والحقد وطلب الرفعة عند الناس ، وليس أعظم محنة من ضياع التراث العلمي والخلقي والديني لاُمّة مسلمة لايستقيم حاضرها إلاّ على القواعد المتينة التي ابتنى عليها ماضيها ، ولن يصلح حاضر هذه الاُمّة إلاّ بما صلح به أوّلها (٣).
__________________
١ ـ ابن سلام الاباضي : بدء الاسلام وشرائع الدين : ١٠٨.
٢ ـ علي يحيى معمّر : الاباضية في موكب التاريخ ، الحلقة الاُولى : ١٤٨.
٣ ـ علي يحيى معمّر : الاباضية في موكب التاريخ ، الحلقة الاُولى : ١٥٠.