عملا وأشدّ قتالا في سبيل الله. وقال الله : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وليَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً واعْلَمُوا أنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ ) (١).
فهذا خبر الخوارج ، نشهد الله والملائكة انّا لمن عاداهم أعداء وانّا لمن والاهم أولياء ، بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا ، على ذلك نعيش ماعشنا ، ونموت على ذلك إذا متنا ، غير أنّا نبرأ إلى الله من ابن الأزرق وأتباعه من الناس ، لقد كانوا خرجوا حين خرجوا على الإسلام فيما ظهر لنا ، ولكنّهم ارتدّوا عنه وكفروا بعد إيمانهم (٢) فنبرأ إلى الله منهم.
أمّا بعد فإنّك كتبت إليّ أن أكتب إليك بجواب كتابك ، وأجتهد في النصيحة ، وإنّي اُبيّن لك إن كنت تعلم وافضل ما كتبت إليك به ، وذكّرتني بالله أن اُبيّن لك فإنّي قد بيّنت لك بجهد نفسي ، وأخبرتك خبر الاُمّة ، وكان حقَّاً عليّ أن أنصح لك واُبيّن لك ما قد علمت. إنّ الله يقول : ( إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّناتِ والهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتابِ اُوْلئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ ويلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا واصْلَحُوا وبيَّنُوا فَأُولئِكَ أتُوبُ عَلَيْهِمْ وانا التَّوَّابُ الرَّحيمُ ) (٣). فإنَّ الله لم يتَّخذني عبداً وأن أكفر بربّي ، ولااُخادع الناس بشيء ليس في نفسي ، واُخالف إلى ما أنهى عنه ، فأمري علانية غير سرّ ، أدعو إلى كتاب الله وليحلّوا حلاله ويحرّموا حرامه ويرضوا بحكمه ويتوبوا إلى ربّهم ويراجعوا كتاب الله ، ولئن أدعوكم إلى كتاب الله ليحكم بيني وبينكم في الذي اختلفوا فيه ، ونحرّم ما حرّم الله ، ونحكم بما حكم الله ، ونبرأ ممّن برىء اللهُ منه ورسوله ، ونتولّى من يتولّاه الله ، ونطيع من أحلّ لنا طاعة في كتابه ، ونعصي
__________________
١ ـ التوبة : ١٢٣.
٢ ـ يشيرهنا إلى تبرّئ الاباضية من نافع بن الأزرق والأزارقة وذلك لغلوّهم وتطرّفهم في الدين.
٣ ـ البقرة : ١٥٩ ـ ١٦٠.