وكنتَ حفياً أن يكونوا بقيّة |
|
لنصرك حيث الدائرات تدور |
أما والّذي لاحكم من فوق حكمه |
|
على خلقه ورد به وصدور |
تنادي : أعيروني الجماجم كرّة |
|
فقد قدموها والوطيس سعير |
لَقِدْماً أعاروك الجماجم خشّعاً |
|
عليهنّ من قرع الصفاح فتور |
فقصعتها إذ حَكَّمت حكم ربّها |
|
فما بقَّيْتَ عارية ومعير (١) |
والحقّ إنّ هذه الأبيات تثير العواطف العمياء ضدّ الإمام ، ويتخيّل صاحبها أنّ الإمام قد جحد حقّهم وتساهل ، ولكنّه إذا رجع إلى غضون التاريخ ، سرعان ما يرجع عن قضائه ويلوم نفسه على التسرّع ، وإن كنت في شكّ من ذلك فارجع إلى ما ذكرناه من تاريخهم واعمالهم الإجرامية حين التحكّيم وبعده ، وهنا نشير إلى نكات :
١ ـ إنّ قوله : سمعناك تنفي شركهم ونفاقهم يشير إلى ما رواه عن علي أنّه قال له بعض أصحابه : يا أمير المؤمنين قتلنا المشركين. قال : من الشرك فرّوا. قال : أمن المنافقين؟ قال إنّ المنافقين لايذكرون الله إلاّ قليلاً وهؤلاء يذكرون الله كثيراً (٢).
يلاحظ عليه أوّلاً : انّ المروي عن علي عليهالسلام في حقّ هؤلاء هو ما ذكره الطبري بقوله : بؤساً لكم لقد ضرّكم من غرّكم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين من غرّهم؟ قال : الشيطان ، وأنفس بالسوء أمّارة ، غرّتهم بالأماني ، وزيّنت لهم المعاصي ونّبأتهم أنّهم ظاهرون (٣).
__________________
١ ـ صالح بن أحمد الصوافي : الإمام جابر بن زيد العماني : ١٢٧ ـ ١٢٨.
٢ ـ الدكتور صالح بن أحمد الصوافي : الإمام جابر بن زيد العماني : ١٢٥ ، نقلاً عن القلهاتي في الكشف والبيان : ٢ / ٢٥١ ـ ٢٥٤.
٣ ـ الطبري ٤ / ٦٦.