١ ـ ( ومنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدْ ظَلّ ضَلالاًبَعِيداً ) (١).
يلاحظ عليه : أنّ ظاهر الاّية انّ المشرك ممّن « ضلّ ضلالاً بعيداً » ، فلو فرضنا أنّ مرتكب الكبيرة من مصاديق تلك الضبابطة فلا تدلّ الآية على أنّه مشرك لأنّ ظاهر الآية أنّ المشرك من مصاديق « فَقَدْ ضل ضَلالاً بعيداً » لا أنّ « كلّ من ضلّ ضلالاً بعيداً فهو مشرك » إذ من المحتمل أن تكون الضابطة أعم من الشرك ، فمثل الآية مثل قولنا : « كل جوز مدوّر لا أنَّ كل مدوّر جوز ».
أضف إلى ذلك : انّ مرتكب الكبيرة إذا كان موحّداً مؤمناً بما أنزل الله تعالى ، ليس من جزئيات قوله : « ضلّ ضلالاً بعيداً » لأنّ القرآن إنّما يستعمله في المشرك والكافر الجاحد ، لا المؤمن المعتقد الّذي غلبه هواه ، ويعلم ذلك بالتتبع في موارد وروده في الذكر الحكيم.
قال سبحانه ( وويْلٌ للْكافِرِينَ مِنْ عَذَاب شَديد * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الحَيَاةَ الدُّنْيا عَلَى الاّخِرَةِ ويصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ويبْغُونَهَا عِوَجَاً اُولئكَ فِي ضَلال بَعِيد ) (٢).
وقال سبحانه : ( مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمَاد اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْم عَاصِف لاَيَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْء ذَلكَ هُوَ الضَّلاَلُ البَعِيدُ ) (٣).
وقال تعالى : ( يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَالا يَضُرُّهُ ومالاَ يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ )(٤)
وقال تعالى : ( بَلِ الَّذينَ لايُؤْمِنُونَ بالآخِرِة فِي العَذَابِ والضَّلال البَعِيدِ ) (٥).
__________________
١ ـ النساء : ١١٦.
٢ ـ إبراهيم : ٢ ـ ٣.
٣ ـ إبراهيم : ١٨.
٤ ـ الحج : ١٢.
٥ ـ سبأ : ٨.