٩ ـ ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـنٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) (١).
وفسّر الغاوون في آية اُخرى بالمشركين قال سبحانه ( إِنَّمَا سُلْطَـنُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) (٢).
وعلى ضوء هذا فمرتكب الكبائر من الغاوين لأجل سلطة الشيطان عليه وهو حسب تعبير الآية الثانية من المشركين فينتج أنّ مرتكب الكبيرة مشرك
يلاحظ عليه : أنّ الآية فسّرت الغاوين بصنفين : صنف يتولّونه ، وصنف به مشركون ، ومرتكب الكبيرة داخل في الصنف الأوّل لافي الصنف الثاني.
١٠ ـ ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَيـهُمُ النَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ) (٣).
وجه الدّلالة انّه سبحانه جعل الفاسق مكذّباً.
يلاحظ عليه : أنّ الاستدلال مبني على تفسير الفاسق بالمعنى الرائج في أعصارنا أي المؤمن بالله وصفاته ورسالاته المرتكب لكبيرة ، وهو غير صحيح إذ ليس كل فاسق بهذا المعنى مكذّباً ، فتعيّن أن يكون المراد من الفاسق في الآية من خرج عن الطاعة بتكذيبه ، ومن المعلوم أنّ مثله كافر ، قال سبحانه ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ ) (٤) وبالجملة : المقصود من الفاسق في الآية من عصى عن طريق التكذيب الّذي يساوق الكفر ، لا من فسق ـ وهو مؤمن بقلبه ولسانه ـ بالخروج عن الطاعة لارتكابه المعاصي.
__________________
١ ـ الحجر : ٤٢.
٢ ـ النحل : ١٠٠.
٣ ـ السجدة : ٢٠.
٤ ـ السجدة : ١٨.