١٣ ـ الفاسق ظالم لغيره ، أو لنفسه ، وكلّ ظالم كافر ، قال تعالى :
( أَن لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّـلِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُوَنَها عِوَجاً وَهُم بِالاَْخِرَةِ كَـفِرُونَ ) (الأعراف / ٤٤ ـ ٤٥) (١).
يلاحظ عليه : أنّ الكبرى ممنوعة وهي انّ كل ظالم جاحد بآيات الله كما استظهره المستدل من الآية الاُولى أو أن كلّ ظالم كافر كما استظهره من الآية الثانية ، وذلك لأنّ المراد من الظالمين في كلتا الآيتين ليس هو مطلق الظالم ولو بمجرّد ارتكاب الكبيرة فقط ، بل المراد هو المكذّب بلقاء الآخرة.
أمّا الآية الاُولى : فيشهد على ذلك سياق الآية : قبلها وبعدها حيث جاء في الآية المتقدّمة قوله ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ اللهِ ... ) وجاء في الآية المتأخّرة عنها : ( ولقَدْ كُذِّبت رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ ).
وأمّا الآية الثانية : فذيلها شاهد على أنّ المراد هو الجاحد بالآخرة.
أضف إلى ذلك : انّه كيف يمكن أن يعدّ كل ظالم ولو ظلم نفسه كافراً؟
هذا هو نبيّنا آدم يقول : ( قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَأ أنفُسَنَا ) (٢) وقال تعالى حكاية عن موسى : ( إنّى ظَلَمْتُ نَفْسِي ) (٣) وقال حكاية عن يونس : ( إنِّي كُنتُ مِنَ الظَالِمِينَ ) (٤).
١٤ ـ ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَـلَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَـبِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ) (٥) ... إلى قوله ( إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ ) (٦) والفاسق لايؤتى كتابه بيمينه بل يؤتى بشماله ، إذ لا ثالث فيدخل تحت قوله ( إِنَّهُ كَانَ
__________________
١ ـ صالح أحمد الصوافي : الإمام جابر بن زيد العماني : ٢٥٣.
٢ ـ الأعراف : ٢٣.
٣ ـ القصص : ١٦.
٤ ـ الأنبياء : ٨٧.
٥ ـ الحاقة : ٢٥ ـ ٢٦.
٦ ـ الحاقّة : ٣٣.