مخالفيهم أوّلا ، ومحاولاتهم للاستيلاء على البلاد الإسلامية ثانياً ، وزوالهم والقضاء عليهم ثالثاً.
ج ـ طوائفهم وفرقهم.
د ـ عقائدهم وافكارهم.
هـ ـ شخصيّاتهم البارزة والآثار الأدبيّة التي خلّفوها.
والخوارج ـ كما قلنا ـ من أقدم الفرق الإسلامية بل أوّل فرقة ظهرت في المجتمع الإسلامي ، وهو أوّل اختلاف حدث بين المسلمين ، بعد اختلاف الاُمّة في مسألة الإمامة ، وقد تكوَّنت في العقد الرابع من القرن الأوّل بعدما نشبت الحرب بين الإمام عليّ عليهالسلام ومعاوية بن أبي سفيان ، وقد تحدّث عنهم وعن نشأتهم وتاريخهم طائفتان :
١ ـ أصحاب التواريخ : فقد ذكروا عنهم شيئاً كثيراً حسب التسلسل الزمني كالطبري في تاريخه ، والمبرّد في كامله ، واليعقوبي في تاريخه ، والمسعودي في مروجه ، والجزري في كامله ، وابن كثير في كتابه ، ولكن اكتفوا بنقل الحوادث من دون تحليل عللها ونتائجها وغاياتها ومن دون استنتاج شيء يُعدّ درساً أو عبرة ، ومن دون قضاء بشيء في حقّهم ، كأنّهم قصّاصون ليس لهم شأن سوى سرد القصّة.
وبما أنّهم ذكروا حوادث تلك الفرقة في فصول مختلفة ـ كما هو مقتضى سرد الحوادث حسب السنين والقرون ـ لا يمكن للإنسان أن يقف على تاريخ تلك الفرقة دفعة واحدة في موضع واحد ، بل عليه السبر وتتّبع الحوادث وضمّ حلقة إلى حلقات اُخرى ، حتى يكون على اطّلاع على تاريخهم عن كثب.
٢ ـ مؤرّخو العقائد : أعني أصحاب علم الملل والنحل فقد اهتمّوا بذكر فرقهم ، وبيان لفيف من عقائدهم ، من دون تركيز على كيفيّة نشأتهم ، والحروب