والأنصار ، الذين بقوا على ما كانوا عليه في عصر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فاتّبعوا سنّته ولم يعدلوا عنها قيد شعرة ، فأخذوا في مسألة الخلافة بالنص ، وتركوا الاجتهاد في مقابله.
وأمّا الخوارج فقد نشأت في أعقاب حرب « صفّين » كما سيوافيك بيانه ، فعدّهما عدلين وفي صفّ واحد جهل بتاريخ الشيعة وتاريخ الاسلام ، أو تجاهل ، وليس ذلك ببعيد عن المستشرقين المجتمعين على موائد الاستعمار.
هذا بعض ما اُلّف حول تاريخ الخوارج والكل كماترى ألّف بيد خصمائهم ولا يمكن الاحتجاج بهذه الكتب عليهم إلاّ إذا تضافر النقل وحصل الاطمئنان بصدقها ، ولأجل رفع تلك النقيصة والتزاماً منّا بالموضوعية التي يجب أن يتّصف بها البحث والباحث ، بذلنا الجهد للحصول على آثار تلك الفرقة في التاريخ والعقائد والفقه والتفسير وتقف على أسمائها في « قائمة المصادر » للكتاب. فإنّ الخوارج انقرضت بعامّة فرقها ولم يبق منهم مايعبأ به إلاّ فرقة الاباضية وهي الفرقة المعتدلة منهم ، وهي المذهب الرسمي في عمّان ، وقد قامت وزارة التراث القومي والثقافة لسلطنة عمان ، بنشر آثار الاباضية في مجالات مختلفة ، فلابّد للباحث من الرجوع إليها.
نسأل اللّه سبحانه أن يوفّقنا في تبيين نشأة تلك الفرقة وتاريخها وعقائدها لما هو الحق والصدق ، مجانبين عن كل فكرة ونظرية مسبقة في حقّهم.
قم ـ مؤسسة الامام الصادق عليهالسلام
جعفرالسبحاني
٢٠ / ١٢ / ١٤١١