لقد صالح الامام معاوية واوكل الأمر الى الحكمين في ثلاثة عشر خلت من شهر صفر عام ٣٧ من الهجرة ، واتّفقا على أنّ الحكمين يجتمعان بدومة الجندل ليرفعا ما رفع القرآن ، ويخَفِضّا ما خفّض القرآن ، وقد اجتمعا هناك في شعبان ذلك العام ، وكانت النتيجة أن خلع أبو موسى الإمام عن الخلافة ، ونصب عمروبن العاص معاوية بن أبي سفيان إماماً للمسلمين ، كل ذلك بخداع معروف في التاريخ ، حيث اتّفقا سرّاً على أن يخلعا علياً ومعاوية عن الحكم حتى يوليّ المسلمون لأنفسهم والياً ، ولمّا أرادا الإدلاء برأيهما خدع عمروبن العاص أباموسى الأشعري فقال له : تقدَّم وأدل برأيك ، فقال : يا أيّها الناس إنّا قد نظرنا في أمر هذه الاُمّة فلم نرأصلح لأمرها ، ولا ألمّ لشعثها من أمر قد جمع رأيي ورأي عمروعليه ، وهو أن نخلع علياً ومعاوية وتستقبل هذه الاُمة الأمر فيولّوا منهم من أحبّوا عليهم ، وانّي قد خلعت علياً ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولّوا عليكم من رأيتموه لهذا الأمر أهلا ، ثم تنحّى واقبل عمروبن العاص فقام مقامه فحمدالله واثنى عليه وقال : إنّ هذا قد قال ما سمتعم وخلع صاحبه وانا أخلع صاحبه كما خلعه واثبِتُ صاحبي معاوية فإنّه ولي عثمان بن عفان (رضي الله عنه)