والأمر ، والنهي ، والوعد ، والوعيد ، ووصف الجنة ، والنار ، وتعليم الإقرار (١) باسم الله ، وصفاته (٢) ، وتعليم الاعتراف بإنعامه ، والاحتجاج على المخالفين ، والردّ على الملحدين ، والبيان عن الرغبة ، والرهبة ، [و] (٣) الخير ، والشر ، والحسن ، والقبيح ، ونعت الحكمة ، وفضل المعرفة ، ومدح الأبرار ، وذمّ الفجار ، والتسليم ، والتحسين ، والتوكيد ، والتقريع ، والبيان عن ذم الاخلاق ، وشرف الأداء».
قال القاضي أبو المعالي عزيزي (٤) : «وعلى التحقيق أن تلك الثلاثة التي قالها محمد بن جرير تشمل هذه كلّها بل أضعافها ؛ فإن القرآن لا يستدرك ولا تحصى غرائبه وعجائبه ؛ قال تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ) (الأنعام : ٥٩)».
وقال غيره : علوم ألفاظ القرآن أربعة : الإعراب ؛ وهو في الخبر.
والنظم ؛ وهو القصد (٥) ؛ نحو (وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ) (الطلاق : ٤) ، معنى باطن نظم بمعنى ظاهر. وقوله : (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) (يونس : ٣٤) ؛ كأنه قيل : قالوا : ومن يبدأ الخلق ثم يعيده [٣ / ب]؟ فأمر النبيّ [صلىاللهعليهوسلم] أن يقول : (اللهُ يَبْدَؤُا [الْخَلْقَ]) (٦) (يونس : ٣٤) ؛ لفظ ظاهر نظم بمعنى باطن.
والتصريف في الكلمة ؛ كأقسط : عدل ، وقسط (٧) : جار. وبعد : ضد قرب ، وبعد : هلك.
__________________
روى عنه التنوخي والجوهري وهلال بن المحسّن الكاتب ، كان من أهل المعرفة ، متقنا في علوم كثيرة من الفقه ، والقرآن والنحو واللغة والكلام على مذهب المعتزلة ، له التصانيف المشهورة في التفسير والنحو واللغة منها «إعجاز القرآن» توفي سنة ٣٨٤. (الوزير القفطي ، إنباه الرواة ٢ / ٢٩٤).
(١) في المخطوطة : (القرآن).
(٢) في المطبوعة زيادة (وأفعاله).
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) هو أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك بن منصور الجيلي القاضي المعروف بشيذلة الفقيه الشافعي الواعظ. كان فقيها فاضلا واعظا ماهرا فصيح اللسان حلو العبارة كثير المحفوظات ، صنّف في الفقه وأصول الدين ، والوعظ ، تولى القضاء بمدينة بغداد وكان يناظر بمذهب الأشعري توفي سنة ٤٩٤ (ابن رجب الحنبلي ، شذرات الذهب ٣ / ٤٠١).
(٥) في المخطوطة : (المقصد).
(٦) ساقطة من المخطوطة ، وهي من المطبوعة.
(٧) في المخطوطة : (وعدل).