(إبراهيم : ٣١) فإن المراد «ولا خلّة» بدليل الآية الأخرى ، لكن جمعه لأجل (١) رءوس الآي.
(السابع) : تثنية ما أصله أن يفرد ؛ كقوله تعالى : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) (الرحمن : ٤٦).
قال الفرّاء : «[أيضا] (٢) هذا باب مذهب العرب في تثنية البقعة الواحدة وجمعها كقوله : «ودار (٣) لها بالرّقمتين» (٤) وقوله : «بطن المكّتين» (٥) وأشير بذلك إلى نواحيها ، أو للإشعار بأن لها وجهين ، وأنك إذا وصلتها ونظرت إليها يمينا وشمالا نظرت (٦) في كلتا الناحيتين ما يملأ عينك قرة ، وصدرك مسرة».
قال : «وإنما ثنّاهما هنا لأجل الفاصلة ؛ رعاية للتي قبلها والتي بعدها على هذا الوزن.
والقوافي تحتمل في الزيادة والنقصان ما لا يحتمله سائر الكلام».
وأنكر ذلك ابن قتيبة (٧) عليه وأغلظ وقال : «إنما يجوز في رءوس الآي زيادة هاء السكت أو الألف ، أو حذف همزة (٨) أو حرف. فأما أن يكون الله وعد جنتين فيجعلهما جنة واحدة من أجل رءوس الآي فمعاذ الله. وكيف هذا وهو يصفها بصفات الاثنين ، قال : (ذَواتا أَفْنانٍ) (الرحمن : ٤٨) ، ثم قال فيها : (فِيهِما) (الرحمن : ٥٠) ، ولو أن قائلا قال (٩) في خزنة
__________________
(١) العبارة في المطبوعة : (لأجل مناسبة رءوس الآي).
(٢) ساقطة من المطبوعة وانظر «معاني القرآن» ٣ / ١١٨.
(٣) في المطبوعة : (ديار).
(٤) عبارة من بيت لزهير بن أبي سلمى وتمامه :
ودار لها بالرقمتين كأنّها |
|
مراجيع وشم في نواشر معصم |
وهو في «ديوانه» (طبعة دار صادر ـ بيروت) ص : ٧٤ ، من معلقته التي مطلعها : أمن أمّ أوفي...
(٥) عبارة من بيت في «أمالي المرتضى» ٢ / ١٤٨ ، وتمامه :
فقولا لأهل المكتين تحاشدوا |
|
وسيروا إلى آطام يثرب والنّخل |
(٦) في المطبوعة : (رأيت).
(٧) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري النحوي اللغوي كان رأسا في العربية واللغة ثقة ، ديّنا فاضلا. ولي قضاء الدينور. وحدّث عن إسحاق بن راهويه وأبي حاتم السجستاني. له الكثير من المصنّفات أهمّها : «إعراب القرآن» و «معاني القرآن» و «جامع النحو» وغيرها. توفي سنة ٢٦٧. (السيوطي ، بغية الوعاة ٢ / ٦٣) ، وانظر قوله في «تفسير غريب القرآن» ص ٤٤٠ ، مع بعض التصرف.
(٨) في المخطوطة : (همز).
(٩) في المخطوطة : (يقول).