وذكر ابن الأنباري (١) عن أبي إسحاق عن البراء ، قال : «آخر آية نزلت من القرآن : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) (٢)» ، ثم قال : وأخطأ أبو إسحاق ، ثم ساق سنده من طرق إلى ابن عباس (٣) : «آخر آية أنزلت : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) ، وكان بين نزولها ووفاة النبي صلىاللهعليهوسلم أحد وثمانون يوما ، وقيل : تسع ليال». انتهى.
وفي «مستدرك الحاكم» عن شعبة عن عليّ بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب رضياللهعنه ، أنه قال : «آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) (التوبة : ١٢٨ و ١٢٩) ، ثم قرأها إلى آخر السّورة» (٤). ورواه أحمد في المسند» عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية (٥) ، عن أبيّ بن كعب رضياللهعنه ، قال «(٦) [آخر آية نزلت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٦)) : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) ثم قرأ إلى (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (التوبة : ١٢٩) قال : هذا آخر ما نزل من القرآن ،
__________________
الْكَلالَةِ...) الآية. وأخرجه ابن أبي شيبة ، والنّسائي في السنن الكبرى (انظر تحفة الأشراف ٢ / ٤٣ ، ٥٢) وابن الضّريس ، وابن المنذر ، (ذكره السيوطي في الدّر المنثور ٢ / ٢٥١) ، وأخرج الحديث بألفاظ مختلفة : البخاري في الصحيح ؛ وقد تقدم) ، ومسلم في الصحيح ٣ / ١٢٣٦ ، كتاب الفرائض (٢٣) ، باب آخر آية أنزلت آية الكلالة (٣) ، الحديث (١٠ ـ ١١ ـ ١٢ ـ ١٣ / ١٦١٨) ، وأخرجه أبو داود في السنن ٣ / ٣١٠ ، كتاب الفرائض (١٣) ، باب من كان ليس له ولد وله أخوات (٣) الحديث (٢٨٨٨) ، وأخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٢٤٩ ، كتاب تفسير القرآن (٤٨) ، باب ومن سورة النساء (٥) ، الحديث (٣٠٤١ ، ٣٠٤٢) ، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٧ / ١٣٦ ، جماع أبواب نزول الوحي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وظهور آثاره على وجهه. باب آخر سورة نزلت وآخر آية نزلت فيما قال البراء بن عازب ثم فيما قال غيره.
(١) محمد بن القاسم بن بشار أبو بكر ابن الأنباري النحوي اللغوي صاحب المصنفات. كان يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن. وكان املاؤه من حفظه. توفي سنة (٣٢٨ ه) (سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٧٤).
(٢) تقدم تخريج حديث البراء عند البخاري.
(٣) تقدم تخريج حديث ابن عباس قريبا.
(٤) الحاكم ، المستدرك ٢ / ٣٣٨ ، كتاب التفسير ، باب آخر ما نزل (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ...) الآية وأخرجه الطبري في جامع البيان ١١ / ٥٧ ، عند تفسير الآية ، والبيهقي في دلائل النبوّة ٧ / ١٣٩ ، جماع أبواب نزول الوحي على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وظهور آثاره على وجهه ، باب آخر سورة نزلت وآخر آية نزلت فيما قال البراء بن عازب ، ثم فيما قال غيره. وأخرجه ابن أبي شيبة ، وإسحاق بن راهويه ، وابن منيع في مسنده ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، (ذكره السيوطي في الدرّ المنثور ٣ / ٢٩٥).
(٥) هو رفيع بن مهران ، أبو العالية الرياحي المفسّر المحدّث ، أدرك الجاهلية ، وأسلم بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوسلم ، دخل على أبي بكر ، وصلّى خلف عمر ، وثّقه ابن معين والرازيّان ، ت ٩٣ ه (تهذيب التهذيب ٣ / ٢٨٤).
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.