والبيت يعمره سرّ الملائك في |
|
مشكاة قلبك قد أسرجن أنوارا |
ورفع الله سقفا أنت تسكنه |
|
سماؤه أطلعت شهبا وأقمارا |
وبحر فكرك مسجور بجوهره |
|
فغص به مخرجا للدّرّ أسرارا |
فإن رأيت بوادي القدس نار هدى |
|
فاثبت فنورك فيها مازج النّارا |
واخلع لسمع النّدا نعليك مفتقرا |
|
إلى المنادي تنل عزّا وإكبارا |
وغب عن الكون بالأسماء متّصفا |
|
واطلب من الكلّ ربّ الدار لا الدّارا |
ومن ذلك في هذا المعنى : [الطويل]
أطالب ما في الرّوح من غامض السّرّ |
|
وقارع باب العلم من عالم الأمر |
عرضت لعلم أبهم الشّرع بابه |
|
لكلّ جهول للحقائق لا يدري |
ولكنّ خبيرا قد سألت محقّقا |
|
فدونك فانظم ما نثرت من الدّرّ |
وبين يدي نجواك قدّم وسيلة |
|
تقى الله واكتم ما فهمت من السّرّ |
ولا تلتفت جسما ولا ما يخصّه |
|
من الحسّ والتخييل والوهم والفكر |
وخذ صورة كلّية جوهريّة |
|
تجلّ عن التمييز بالعكس والسّبر |
ولكن بمرآة اليقين تولّدت |
|
وليست بذاتي إن سألت ولا غير |
كذلك لم تحدث وليست قديمة |
|
وما وصفت يوما بشفع ولا وتر |
ولكن بذات الذّات كان ظهورها |
|
إذا ما تبدّت في الدّجى غرّة الفجر |
ومن هذا الغرض قوله : [الطويل]
مشاهدتي مغناك ، يا غايتي ، وقت |
|
فما أشتكي بعدا وحبّك لي نعت |
مقامي بقائي عاكفا بجمالكم |
|
فكلّ مقام في الحقيقة لي تحت |
لئن حالت الأحوال دون لقائكم |
|
فإنّي على حكم المحبّة ما حلت |
وإن كان غيري في الهوى خان عهده |
|
فإني وأيم الله عهدي ما خنت |
وما لي رجاء غير نيل وصالكم |
|
ولا خوف إلّا أن يكون له فوت |
نعم إن بدا من جانب الأنس بارق |
|
يحرّكني بسط به نحوكم طرت |
ومهما تذكّرت العتاب يهزّني |
|
لهيبتكم قبض يغيب به النّعت |
تواجدت حتى صار لي الوجد مشربا |
|
ولاح وجود للحقيقة إذ غبت |
فها أنا بين الصّحو والمحو دائر |
|
أقول : فلا حرف هناك ولا صوت |