شعره : وشعره كثير بحيث يتّصف بالإجادة وضدّها. فمن مطوّلاته ، رحمه الله ، قوله (١) : [البسيط]
لا تعذلاه فما ذو الحبّ معذول |
|
العقل مختبل والقلب متبول |
هزّت له أسمرا من خوط قامتها |
|
فما انثنى الصّبّ (٢) إلّا وهو مقتول |
جميلة فصّل الحسن البديع لها |
|
فكم لها جمل منه وتفصيل |
فالنّحر مرمرة والنّشر عنبرة |
|
والثّغر جوهرة والرّيق معسول (٣) |
والطّرف ذو غنج والعرف ذو أرج |
|
والخصر مختطف ، والعنق (٤) مجدول |
هيفاء ينبس (٥) في الخصر الوشاح لها |
|
درماء (٦) تخرس في الساق الخلاخيل |
من اللواتي غذاهنّ النّعيم فما |
|
يشقين ، آباؤها الصّيد البهاليل (٧) |
نزر الكلام غميّات الجواب إذا |
|
يسلن بعد الصحا حصر مكاسيل |
من حليها وسناها مونس وهدى |
|
فليس يلحقها ذعر وتضليل |
حلّت بمنعقد الزّوراء زارة |
|
شوسا غيارى فعقد الصّبر محلول |
فصدّ عن ذكر ليلى إنّ ذكراها (٨) |
|
على التّنائي لتعذيب وتعليل |
أتاك منك نذير فأنذرن به |
|
وبادر التّوب إنّ التّوب مقبول |
وآمل العفو واسلك مهمها قدفا |
|
إلى رضى الله إنّ العفو مأمول |
إن الجهاد وحجّ البيت مختتما |
|
بزورة المصطفى للعفو تأميل |
فشقّ حيزوم هذا الليل ممتطيا |
|
أخا خرام به قد يبلغ السّول |
أقبّ أعوج يعزى للوجيه له |
|
وجه أغرّ وفي الرجلين تحجيل |
جفر حوافره ، معر قوائمه |
|
ضمر أياطله ، وللذيل عثكول (٩) |
__________________
(١) الأبيات السبعة الأوائل في نفح الطيب (ج ٣ ص ٣٢٥ ـ ٣٢٦).
(٢) في الأصل : «للصّبّ» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٣) في الأصل : «... مرمره ... عنبره ... جوهره ...» والتصويب من النفح.
(٤) في النفح : «والمتن».
(٥) في النفح : «ينطق».
(٦) في الأصل : «ردما» وكذا ينكسر الوزن ، ولا معنى لها. والتصويب من النفح. والمرأة الدّرماء : هي التي لا تستبين كعوبها ومرافقها من الشحم واللحم. محيط المحيط (درم).
(٧) الصّيد ، بكسر الصاد وسكون الياء : جمع أصيد وهو الرجل الذي يرفع رأسه كبرا. البهاليل : جمع بهلول وهو السيّد الجامع لكل خير. محيط المحيط (صيد) و (بهلل).
(٨) في الأصل : «ذكرها» وهكذا ينكسر الوزن.
(٩) العثكول : العذق أو الشّمراخ ، وهو في النخل بمنزلة العنقود في الكرم. محيط المحيط (عثكل).