على نجائب تتلوه أجنابها (١) |
|
خيل بها الخير معقود ومعقول |
في موكب تزحف الأرض الفضاء به |
|
أضحت وموحشها بالناس مأمول |
يطارد الوحش منه فيلق لجب |
|
حتى لقد ذعرت في بيدها الغول |
سيوفهم طرب نحو الحجاز فهم |
|
ذوو ارتياح على أكوارها ميل |
شعث رؤوسهم ، يبس شفاههم |
|
خوص عيونهم ، غرب مهازيل |
حتى إذا لاح من بيت الإله لهم |
|
نور إذا هم على الغبرا أراحيل |
يعفّرون وجوها طالما سمّت |
|
باكين حتى أديم الأرض مبلول |
حفّوا بكعبة مولاهم فكعبهم |
|
عال بها لهم طوف وتقبيل |
وبالصّفا وقتهم صاف بسعيهم |
|
وفي منى لمناهم كان تنويل |
تعرّفوا عرفات واقفين بها |
|
لهم إلى الله تكبير وتهليل |
لمّا قضينا من الغرّاء منكسنا |
|
ثرنا وكلّ بنار الشوق مشمول |
شدنا إلى الشّدقميات التي سكنت |
|
أبدانهنّ وأفناهنّ تنقيل |
إلى الرسول تزجّى كلّ تعلمة |
|
أجلّ من نجوة تزجي المراسيل |
من أنزلت فيه آيات مطهّرة |
|
وأورثت فيه توراة (٢) وإنجيل |
وعطّرت من شذاه كلّ ناحية |
|
كأنّما المسك في الأرجاء محلول |
سرّ من العالم العلويّ ضمّنه |
|
جسم من الجوهر الأرضي محمول |
نور تمثّل في أبصارنا بشرا |
|
على الملائك من سيماه تمثيل |
لقد تسامى وجبريل مصاميه |
|
إلى مقام رخيّ (٣) فيه جبريل |
أوحى إليه الذي أوحاه من كثب |
|
فالقلب واع بسرّ الله مشغول |
يتلو كتابا من الرحمن جاء به |
|
مطهّرا طاهر منه وتأويل |
جار على منهج الأعراب أعجزهم |
|
باق مع الدّهر لا يأتيه تبديل |
بلاغة عندها كعّ البليغ فلم |
|
ينطق وفي هديه صاحت أضاليل |
ومنها :
وطولبوا أن يجيبوا حين رابهم |
|
بسورة مثله فاستعجز القيل |
__________________
(١) صدر البيت مختل الوزن والمعنى.
(٢) في الأصل : «تورته» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٣) في الأصل : «راخى» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى. والرّخيّ : الواسع.