ومن شعره لهذا العهد منقولا من خطّه ، قال مما نظمه فلان ، يعني نفسه في كتاب الشّفا ، نفع الله به : [الكامل]
سل بالعلى وسنى المعارف يبهر |
|
هل زانها إلّا الأئمّة معشر؟ |
وهل المفاخر (١) غير ما شهدت به |
|
آي الكتاب وخارتها الأعصر؟ |
هم ما هم شرفا ونيل مراتب |
|
يوم القيام إذا يهول المحشر |
ورثوا الهدى عن خير مبعوث به |
|
فخرا هديّهم النعيم (٢) الأكبر |
وعياض (٣) الأعلى قداحا في العلى |
|
منهم وحوّله الفخار الأظهر |
بشفائه (٤) تشفى الصدور وإنه |
|
لرشاد نار بالشّهاب (٥) النّيّر |
هو للتّوالف روح صورتها وقل |
|
هو تاج مفرقها البهيّ الأنور |
أفنت محاسنه المدائح مثل ما |
|
لمعيده بعد الثناء الأعطر |
وله اليد البيضاء في تأليفه |
|
عند الجميع ففضلها لا ينكر |
هو مورد الهيم العطاش هفت |
|
بهم أشواقهم فاعتاض منه المصدر |
فبه ننال من الرضى ما نبتغي |
|
وبكونه فينا نغاث ونمطر |
انظر إليه تميمة من كل ما |
|
تخشى من الخطب المهول وتحذر |
لكأنّني بك يا عياض مهنأ |
|
بالفوز والملأ العليّ مبشّر |
لكأنّني بك يا عياض منعّما |
|
بجوار أحمد يعتلي بك مظهر |
لكأنّني بك يا عياض متوّجا |
|
تاج الكرامة عند ربّك تخبر |
لكأنّني بك راويا من حوضه |
|
إذ لا صدى ترويه إلّا الكوثر |
فعلى محبّته طويت ضمائرا |
|
وضحت شواهدها بكتبك تؤثر |
ها إنّهن لشرعة الهادي الرّضا |
|
صدف يصان بهن منها جوهر |
فجزاك ربّ العالمين تحية |
|
يهب النعيم سريرها والمنبر |
وسقى هزيم الودق مضجعك الذي |
|
ما زال بالرّحمى يؤمّ ويعمر |
__________________
(١) في الأصل : «للمفاخر» وهكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «هديهم للنعيم» وهكذا ينكسر الوزن. والهديّ : ما أهدي إلى الحرم من النّعم.
(٣) هو الفقيه عياض بن موسى اليحصبي السبتي (٤٧٦ ـ ٥٤٤ ه). وسوف يترجم له ابن الخطيب فيما بعد في الإحاطة. ويبدو أن القصيدة في مدح القاضي عياض والتنويه بكتابه «الشفا».
(٤) يشير إلى كتاب القاضي عياض وهو «الشفا بتعريف حقوق المصطفى».
(٥) في الأصل : «به الشهاب» وهكذا ينكسر الوزن.