ولابن زياد شركة في مراده |
|
ولابن رشيد شرك (١) القلب رائده |
هما جرّعا إلى عليّ وقنبر |
|
أفاويق سمّ لم تنجّد أساوده |
أبكي على عمرو ولا عمر مثله |
|
إذا مشكل أعيا وأعور ناقده |
قضى نحبه شرخ الشّبيبة لم يرع |
|
بشيب ولم تعلق بذامّ معاقده |
لقد كان للناس اعتناء بعلمه |
|
بشرق وغرب تستنار فوائده |
والآن فلا شخص على الأرض قارىء |
|
كتاب أبي بشر ولا هو رائده |
سوى معشر بالغرب فيهم تلفّت |
|
إليه وشوق ليس يخبو مواقده |
وما زال منّا أهل أندلس له |
|
جهابذ تبدي فضله وتناجده |
وإنّي في مصر على ضعف ناصري |
|
لناصره ما دمت حيّا وعاضده |
أثار أثير الغرب للنّحو كامنا |
|
وعالجه حتّى تبدّت قواعده |
وأحيا أبو حيّان ميت علومه |
|
فأصبح علم النحو ينفق كاسده |
إذا مغربي حطّ بالثّغر رحله |
|
تيقّن أنّ النحو أخفاه لاحده |
منينا بقوم صدّروا في مجالس |
|
لإقراء علم ضلّ عنهم مراشده |
لقد أخّر التصدير عن مستحقّه |
|
وقدّم غمر خامد الذهن جامده |
وسوف يلاقي من سعى في جلوسهم |
|
جزاء (٢) وعقبى أكنّت عقائده |
علا عقله فيهم هواه فما درى |
|
بأنّ هوى الإنسان للنار قائده |
أقمنا بمصر نحو (٣) عشرين حجة |
|
يشاهدنا ذو أمرهم ونشاهده |
فلمّا ننل منهم مدى الدهر طائلا |
|
ولمّا نجد فيهم صديقا نوادده |
لنا سلوة فيمن سردنا حديثهم |
|
وقد يتسلّى بالذي قال سارده |
أخي إن تصل يوما وبلّغت سالما |
|
لغرناطة فانفذ لما أنا عاهده |
وقبل ثرى أرض بها حلّ ملكنا |
|
وسلطاننا الشّهم الجميل عوائده |
مبيد العدا قتلا وقد عمّ (٤) شرّهم |
|
ومحيي النّدى فضلا وقد رمّ هامده |
أفاض على الإسلام جودا ونجدة |
|
فعزّ مواليه وذلّ معانده |
__________________
(١) في الأصل : «بشرك للقلب» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٢) كلمة «جزاء» ساقطة في الأصل ، فأضفناها مع حرف العطف في كلمة «عقبى» ، ليستقيم الوزن والمعنى معا.
(٣) كلمة «نحو» ساقطة في الأصل.
(٤) في الأصل : «عمر» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.