ويعتزّ دين الله شرقا ومغربا |
|
بما سوف يبقى ذكره في العجائب |
إلهي ، ما لي بعد رحماك مطلب |
|
أراه بعين الرّشد أسنى المطالب |
سوى زورة القبر الشريف وإنها (١) |
|
لموهبة فاتت (٢) جميع المواهب |
عليه سلام الله ما لاح كوكب |
|
وما فارق (٣) الأظعان حادي الرّكائب |
وقال في غرض المدح والتّهنئة بعرض الجيش ، وتضمّن ذلك وصف حاله في انتقاله إلى الحضرة : [البسيط]
يا قاطع البيد يطوي السّهل والجبلا |
|
ومنضيا في الفيافي الخيل والإبلا |
يبكي بآفاق (٤) أرض لا يؤانسه (٥) |
|
إلّا تذكّر عهد للحبيب خلا |
أو ظبية أذكرت عهد التواصل تح |
|
كي للّحاظ (٦) التي عاهدت والمقلا |
أستغفر الله في تلك اللّحاظ فقد |
|
أربى بها الحسن عن ضرب المها مثلا |
أو هادل فوق غصن البان تحسبه |
|
صبا لفقد حبيب بان قد ثكلا |
أو لامع البرق إذ تحكي إنارته |
|
كفّا خضيبا مشيرا بالذي عذلا |
ما ذا عسى أن تقضّي من زمانك في |
|
قطع المهامه ترجو أن تنال علا؟ |
وكم معالم أرض أو مجاهلها |
|
قطعتها لا تملّ الرّيث والعجلا |
إن كنت تأمل عزّا لا نظير له |
|
وتبتغي السّؤل فيما شئت والأملا |
فالعزّ مرسى بعيد لا ينال سوى |
|
بعزم من شدّ عزم البين وارتحلا |
والدّرّ في صدف قلّت نفاسته |
|
ولم يبن فخره إلّا إذا انتقلا |
فاربأ بنفسك عن أهل وعن وطن |
|
................... (٧) |
وانس الدّيار التي منها نأى وطني |
|
وعهد أنس به قلب المحبّ سلا |
وعدّ عن ذكر محبوب شغفت به |
|
ولا تلمّ (٨) به مدحا ولا غزلا |
واقصد إلى الحضرة العليا وحطّ بها |
|
رحلا ولا تبغ عن أرجائها حولا |
غرناطة لا عفا رسم بها أبدا |
|
ولا سلا قلب من يبغي بها بدلا |
__________________
(١) في النفح : «وإنه».
(٢) في النفح : «فاقت».
(٣) في النفح : «رافق».
(٤) في الأصل : «في آفاق» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٥) في الأصل : «يؤنسه» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٦) في الأصل : «اللحاظ» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٧) بياض في الأصول.
(٨) في الأصل : «تلم» بسكون الميم ، وكذا ينكسر الوزن.