.................................................................................................
______________________________________________________
ـ عدل ، هذا فضلا عن أن النجس بالفتح وصف كالنجس بالكسر ، وهو ضد الطاهر كما عن القاموس.
ونوقش أيضا بأن الدليل أخص من المدعى ، لأن الآية مختصة بالمشركين دون غيرهم من أصناف الكفار ، وردّ بالإجماع على عدم الفصل ، وبأن أهل الكتاب مشركون لقوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَحْبٰارَهُمْ وَرُهْبٰانَهُمْ أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اللّٰهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمٰا أُمِرُوا إِلّٰا لِيَعْبُدُوا إِلٰهاً وٰاحِداً لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ سُبْحٰانَهُ عَمّٰا يُشْرِكُونَ) (١).
ونوقش أيضا بأن النجس لم يثبت كون المراد منه هو النجاسة ، لأن النجس بالفتح ظاهر في الخباثة النفسانية كما عليه العامة ، أو أنه ظاهر في المستقذر العرفي وهو غير النجاسة بحسب الحقيقة المتشرعية ، وردّ بأن النجس بالفتح مستعمل ضد الطاهر كما عن القاموس ، ولذا فرّع عليه عدم دخولهم المسجد الحرام ، وتخصيص المسجد الحرام لأن من عاداتهم الجاهلية الدخول إليه وإقامة بعض الشعائر فيه.
واستدل للنجاسة بأخبار منها : خبر سعيد الأعرج : (سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن سؤر اليهودي والنصراني فقال عليهالسلام : لا) (٢) وخبر أبي بصير عن أحدهما عليهماالسلام : (في مصافحة المسلم اليهودي والنصراني ، قال عليهالسلام : من وراء الثوب ، فإن صافحك بيده فاغسل يدك) (٣) وصحيح علي بن جعفر عن أخيه عليهماالسلام : (عن مؤاكلة المجوسي في قصعة واحدة وأرقد معه على فراش واحد وأصافحه ، قال عليهالسلام : لا) (٤) ، ورواية هارون بن خارجة : (قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إني أخالط المجوس فآكل من طعامهم ، قال عليهالسلام : لا) (٥) وصحيح محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام : (في رجل صافح مجوسيا فقال : يغسل يده ولا يتوضأ) (٦) وصحيح علي بن جعفر عن أخيه عليهماالسلام : (عن النصراني يغتسل مع المسلم في الحمام ، قال : إذا علم أنه نصراني اغتسل بغير ماء الحمام إلا أن يغتسل وحده على الحوض فيغسله ثم يغتسل) (٧).
واستدل للطهارة بقوله تعالى : (وَطَعٰامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعٰامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ)(٨) وردّ الاستدلال بأن المراد من الطعام هو الحبوب كما في الأخبار ولنص أهل ـ
__________________
(١) التوبة الآية : ٣١.
(٢ و ٣ و ٤) الوسائل الباب ـ ١٤ ـ من أبواب النجاسات حديث ٨ و ٥ و ٦.
(٥ و ٦ و ٧) الوسائل الباب ـ ١٤ ـ من أبواب النجاسات حديث ٧ و ٣ و ٩.
(٨) المائدة الآية : ٥.