يحتاجان إلى دراسة متعمقة ومفصلة. وقد أَنِست بهذا الكتاب من النجف الأشرف لمؤلفه فضيلة الأستاذ السيد عبد المطلب الموسوي دامت بركاته من أسرة السادة الخرسان المعروفة بولائها وعلمائها ، لأنّه يساهم في إحياء زيارة الغدير ونشر مفاهيمها ، وشرح جواهرها ومضامينها.
وقد ركز فيه المؤلف على توثيق مطالب الزيارة من القرآن والسنة والسيرة ، وهو جنب مهم من الشرح ، يفتح الباب لجوانب أخرى تركز على عمق ألفاظها وأبعاد معانيها وظلالها ، وتركز على مضامينها العقدية ، أو على مطالبها العرفانية.
ولعل بعض المخالفين يرى في بعض فقراتها غلواً في أمير المؤمنين عليهالسلام أو تنقيصاً لحق الآخرين ، ولكنَّه تصورٌ خاطئ ، لأن كل مضامينها عين الحق ، صدرت من منبع الحق إلى من قال فيه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنَّه مع الحق والحق معه ، لا يفتقرقان ولا يختلفان.
وقد سألني بعضهم عن قوله عليهالسلام : (أشهد يا أمير المؤمنين أَنَّ الشاك فيك ما آمن بالرسول الأمين ، وأن العادل بك غيرك عادل عن الدين القويم الذي ارتضاه لنا ربّ العالمين ، فأكمله بولايتك يوم الغدير). فأجبته بأن الخطاب متوجه إلى من عاصر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلياً عليهالسلام ، فقد كانت الأدلة ومبررات الموضوعية للتصديق في علي عليهالسلام كافية لحصول الإيمان واليقين ، كالأدلة التي للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فمن لم يؤمن بهذه لم يؤمن بتلك ، وإن ادعى أنّه يؤمن بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بدون علي عليهالسلام فهو يُفرِّق بين موضوعين متساويين في الأدلة!
بل يمكن القول إن علياً عليهالسلام من أكبر أدلة نبوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وصدق دعواه ، فالشك فيه في الحقيقة شك في المدلول. وتعميم ذلك إلى كل من تمت له مبررات التصديق في أي عصر.