فلما رأيناه وافق على ولاية غيره ، اتبعناه ، ورضينا بما رضي) (١).
الفريق الثاني (شيعة أهل البيت عليهمالسلام) : وهؤلاء يعتقدون أنَّ الخلافة وظيفة دينية ، وأنَّها امتداد للنبوة ، ومكمِّلة لرسالتها ، وهي أصل من الأصول الإعتقادية ، وأنَّ الخليفة يتم تعيينه بالنص من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو السابق له ، ولا خيار للمسلمين في اختيار الخليفة ، كما لا خيار لهم في اختيار النبي ، وتعيينه (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)(٢) ، ولهم على هذه العقيدة أدلة عقلية ونقلية ليس هذا محل نقلها (٣) ، ويعتقدون أنَّ الإمام علياً عليهالسلام هو الخليفة بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل ، ويستدلون على ذلك بأدلة كثيرة نذكر منها :
١ ـ عصمته عليهالسلام وقد تقدم الحديث عنها في موضوع : (حجة الله البالغة) (٤) ، والشيعة يرون أنَّ العصمة شرط في الإمامة لأنَّ غير المعصوم يقود الأمة حال معصيته إلى الضلال.
٢ ـ أفضليته على سائر الأمة : وكل من تأمل سيرة الإمام علي عليهالسلام ، وما جاء في كتب التفسير ، والحديث ، والتأريخ ، والتراجم ، والسير ، في فضائله التي وردت في الكتاب والسنة بالطرق المتواترة والصحيحة ، لا يشك في أنَّه أفضل الأمة.
وقد التزم الشيعة بأفضليته تعبداً بما جاء من النصوص في فضله من الكتاب العزيز ، والسنة النبوية الشريفة ، أمّا أهل السنة فقد اختلفوا في ذلك :
فالمنصفون منهم ، والمحققون ، وفي طليعتهم المعتزلة يرون أفضلية الإمام
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٠ / ٢٢٦.
(٢) القصص ٢٨ : ٦٨.
(٣) راجع تفاصيل هذه الأدلة في كتاب : دلائل الصدق ٢ / ٢١.
(٤) ص ٨٣ من هذا الكتاب.