ممارستهم المحرمات التي يعاقبون الناس عليها ، وما إلى ذلك من مخالفات.
وكثير من الناس ينتقدون من يرتكب خطيئة ، أو عدواناً ، وينهون ولاة الأمور عن ممارسة بعض التصرفات المشينة ، ويوجهون إليهم أشد اللوم ، ويظهرون معايبهم ، ما داموا بعيدين عن السلطة ، ولكنهم عندما يتولون السلطة يقترفون أبشع الجرائم ، ويختلقون لها الأعذار والمبررات ، وهكذا نرى بعض الناس يتظاهرون بحسن النية والدعة لأنَّهم لم يجدوا وسيلة لممارسة الظلم ، فإذا كان ذلك بمقدورهم نراهم يمارسونه بأقسى أشكاله ، وبأشدها بشاعة.
أما الإمام علي عليهالسلام الذي هو إمام المتقين ، وسيد المؤمنين ، وهو الذي تبنّى الرسالة الإسلامية علماً ، وعملاً ، وجهاداً ، فكان يقدم رضى الله عزوجل على كل شيء ، ويروِّض نفسه على مخالفة الهوى ، ويسلك من أجل ذلك أوعر الطرق ، ولا يهمه ما يواجه إذا كان في ذلك طريق الوصول إلى الحق ، وما فيه رضى الله تعالى ، وتجنب معاصيه ، وما يتبعها من حسابه ، وسخطه ، وعقابه.
ولما كان الإمام علي عليهالسلام ملازماً للحق لا يفترق عنه ـ كما شهد له بذلك الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو على ما عرف به من التقوى ، والإلتزام بأحكام الشريعة ، لأنَّه معصوم ، فمن الطبيعي أن لا تتناقض أفعاله ، ولا تتغير من حال إلى حال ، وأن تتجلى للأجيال استقامته في كل خطوة من خطواته ، وذلك لأن أحكام الشريعة الإسلامية ـ التي يلتزم بها ولا يخالفها ـ لا تتناقض فيها ، بل هي متناسقة متكاملة ، لأنَّها شرِّعت من خالق الكون العليم الحكيم.
والإمام علي عليهالسلام لا يتصرف بأموال الأمة إلّا بحق ، فتراه يعامل في ذلك القريب والبعيد على حد سواء ، ويمتنع من أن يتألف أهل الطمع من الرؤساء بالمال ، ولعل أروع الصور في هذا المجال تتجلى في تعامله مع أخيه عقيل ، عندما