مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ)(١).
هذه الآيات الكريمة تضمنت تنزيه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عمّا اتهمه به المشركون من أنَّه كاهن ، أو شاعر ، وتضمنت التأكيد على أنَّ ما جاء به منزَّل من رب العالمين ، ولو تقوَّل على الله تعالى ما لم يؤمر به لنال أشد العقوبة ، وليس بوسع أحد أن يحجب عنه غضب البجار.
ويؤكد الذكر الحكيم أنَّ ما جاء به النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم هو أمر الله الذي يجب على العباد الأخذ به ، واتباعه في آيات عديدة ، منها قوله : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ)(٢) ، وقوله عزوجل : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)(٣) إلى غير ذلك من آيات الذكر الحكيم التي أمرت باتباعه في كل ما يأتي به ، ونهت عن مخالفته.
إنَّ تدصيق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووجوب اتباعه من لوازم تصديق نبوَّته ، والإيمان بعصمته التي دل عليها العقل لاستحالة فرض إرسال نبي يعصي الله تعالى ، ويفرض اتباعه ، والمسلمون على اختلاف مذاهبهم ، واختلاف آرائهم في حجية أقواله ، وأفعاله ، وتقريراته يتفقون على أنَّ ما يصدر عنه في مجال التبليغ حجة ، وهو جزء لا يتجزأ من الشريعة الحقة ، يجب التعبد باتباعه فيه ، ويختص شيعة أهل البيت عليهمالسلام بالإعتقاد بعصمته في جميع الأحوال ، ولهم على ذلك أدلتهم العقلية والنقلية.
لقد بلّغ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمة في الإمام علي عليهالسلام أموراً كثيرة ، تضمنتها أحاديث
__________________
(١) الحاقة ٦٩ : ٤٠ ـ ٤٧.
(٢) النساء ٤ : ١٧٠.
(٣) الحشر ٥٩ : ٧.