ومتفرغة عنها ، وامتداد لها ، لا تختلف عنها بشي ، فكل ما اختص به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من ولاية الأمر ، يخلفه عليه الإمام علي عليهالسلام من بعده.
ثمَّ رَفْعُهُ لعليِّ عليهالسلام علماً فيه المزيد من التنبيه ، والدفع لأي التباس في الأمر ، فقد أعذر إليهم في التبليغ : إذ رفعه لهم ، ليعلم الجميع : أنَّ الذي رفعه لهم علماً ، وأعلن لهم ولايته ، هو وليّهم من بعده ، وهو أولى بهم من أنفسهم ، وكرر القول : «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه» ليُسْمِع كلَّ من حضر ، وليعلم الجميع أنَّ ذلك أمر مؤكد ليس فيه تردد.
ـ ٥ ـ
دعاء النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي ختم به خطبته بعد إعلانه ولاية الإمام علي عليهالسلام ، جاء متضمناً ما يُبيِّن نوع الولاية التي أعلنها ، وإذا كان للمولى في اللغة معان متعددة ، فإنَّ هذا الدعاء قرينة ـ تضاف إلى غيرها من قرائن ـ تعيِّن معنى هذه الولاية ، وتحدِّده ، وتبين أنَّها الولاية العامةت دون سواها ، فالموالاة ، والحب ، والنصرة ، وعدم العداء ، وعدم البغض ، وعدم الخذلان ، وملازمة الحق ، التي تضمَّنها الدعاء ، كلّها من لوازم ولاية الأمر إذ لا تقوم الولاية بدونها.
أمّا الدعاء : «وأدر الحق معه حيث دار» ففيه ملازمة الإمام علي عليهالسلام للحق ، وذلك دليل آخر على عصمته ، ويضفي على هذه الولاية قدسية تؤكد كونها من أصول ال عقيدة.
ـ ٦ ـ
تظهر أهمية هذه الولاية بجلاء بنزول الوحي ـ بعد إعلانها ـ بالآية الكريمة : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (١))،
__________________
(١) المائدة : ٣.