فقد حملت هذه الآية الكريمة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وللمسلمين بشارة عظيمة من الباري عزوجل بإكمال الدين ، وإتمام النعمة بهذه الولاية ، لذا نراه صلىاللهعليهوآلهوسلم يبادر إلى شكر هذه النعمة العظيمة : بالتكبير ، والحمد لله عزوجل لرضاه برسالته ، والولاية لعلي عليهالسلام من بعده.
والآية الكريمة نصَّت على أنَّ الدين كمل بالولاية ، فهي دليل آخر على أنَّ هذه الولاية أصلٌ من أصول الدين ، يضاف إلى ما دلَّ عليه كونها امتداد للنبوة ، وكونها عصمة من الضلال.
ـ ٧ ـ
إنَّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر المسلمين بأن يبلّغ الشاهد منهم الغائب ، وهذا يدل على أنَّ هذه الولاية فرضٌ يجب على كلِّ مسلم التمسك به ، ثمَّ إبلاغَه لمن لم يعلم به امتثالاً لأمره صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو أمر الله تعالى ؛ لذا فهي ملزمة لجميع المسلمين ، سواء في ذلك من حضر ذلك الموقف ، أو لم يحضره ، ومن كان موجوداً في ذلك العهد ، أو من يأتي في الأجيال المتعاقبة بعده ، فهي ملزمة لكلِّ مسلم يبلغه أمرها مدى الدهر ، لا تختلف في ذلك عن سائر الفرائض.
ـ ٨ ـ
إنَّ شعر حسان بن ثابت الذي ألقاه على أجلة الصحابة ، وعِليَة القوم ، ووفود الأمصار ، وبمشهد ومسمع من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل بإذن منه ، وإقرار ، جاء موضحاً الهدف الذي من أجله جمع الناس ، وهو تنصيب إمام للأمة ، ووليٍّ لها من بعده ، وقد فهم حسان ذلك ، ووعاه ، فقال على لسان الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم :
فقال له : قم يا علي فإنَّني |
|
رضيتك من بعدي إماماً وهاديا |