فيها عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد رواها في خطبة في صفين ، رواها نصر بن مزاحم بهذا النص : «والذي نفسي بيده لنظر إلي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أضرب بين يديه بسيفي هذا ، فقال : لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علي ، فقال لي : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى» (١) ، والذي يبدو من هذه الرواية أنَّ الحديث صدر في أحد.
وقد روى حديث المنزلة في موارده المختلفة من الصحابة أربعة وأربعون صحابياً (٢) ـ في حدود ما اطلعت عليه ـ رواه عنهم عدد كبير من التابعين ، وتابعوهم في مختلف الطبقات.
وقد روي حديث المنزلة في جميع كتب الصحاح ، والمسانيد ، ومعاجم الحديث ، وكتب التأريخ ، والتفسير ، حتى لا يكاد يخلو كتاب منها من رواية هذا الحديث في مختلف مناسبات صدوره ، وقد أفرد بعضهم فصلاً خاصاً لهذا الحديث جمع فيه ما رواه من طرق روايته المختلفة عن الصحابة.
وللحديث دلالة واضحة على استخلاف الإمام علي عليهالسلام (٣) ، وولايته العامة ، فهو يثبت له كل ما لهارون عليهالسلام من موسى عليهالسلام ، ولا يستثني سوى النبوة.
ولا شك أنَّ هارون عليهالسلام كان خليفة موسى عليهالسلام عند غيابه ، وأنَّ ذلك ثابت له لو بقي بعد وفاته ، وبمقتضى هذا الحديث يكون الإمام علي عليهالسلام خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنَّه أثبت له ما لهارون عليهالسلام من خصائص ، وما انفك يطبق عليه خصائص هارون كالسماح له بالنوم في المسجد ، والجنب فيه أسوة بهارون عليهالسلام.
__________________
(١) راجع ص ٤٨ من كتاب حديث المنزلة للمؤلف.
(٢) راجع ص ٥٧ من كتاب حديث المنزلة للمؤلف.
(٣) راجع ص ٦٣ من كتاب حديث المنزلة للمؤلف.