الروايات :
١ ـ عن أنس ، قال : قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران ، فقال له العباس : أنا أشرف منك ، أنا عم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ووصي أبيه ، وساقي الحجيج. فقال شيبة : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته ، وخازنه ، أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟! فهما على ذلك يتشاجران حتى أشرف عليهما علي. فقال له العباس : على رسلك يا ابن أخ. فوقف علي. فقال له العباس : إنَّ شيبة فاخرني ، فزعم أنَّه أشرف مني. فقال : فما قلت له أنت يا عمّاه؟ قال : قلت له : أنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسل ، ووصي أبيه ، وساقي الحجيج ، أنا أشرف منك ، فقال لشيبة : ماذا قلت له أنت يا شيبة؟ قال : قلت له : أنا أشرف منك ، أنا أمين الله على بيته ، وخازنه ، ألا ائتمنك عليه كما ائتمنني؟!. قال لهما : إجعلا لي معكما فخراً. قالا : نعم. قال : فأنا أشرف منكما ، أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة ، وهاجر ، وجاهد.
فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فجثوا بين يديه ، فأخبر كل واحد منهم بمفخره ، فما أجابهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشيء ، فانصرفوا عنه ، فنزل عليه الوحي بعد أيام فيهم ، فأرسل إليهم ثلاثتهم ، حتى أتوه ، فقرأ عليهم : (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إلى آخر العشر ، قرأها أبو معمر (١). وقد رُوي الحديث بهذا المعنى عن : ابن عباس (٢) ، وعن بريدة (٣) ، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري (٤).
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٥٧ ، الدر المنثور ٣ / ٢١٩ ، شواهد التنزيل ١ / ٣٢٦ ، كفاية الطالب ٢٣٧ ، نظم درر السمطين ٨٩.
(٢) شواهد التنزيل ١ / ٣٢٧.
(٣) شواهد التنزيل ١ / ٣٢٩.
(٤) شواهد التنزيل ١ / ٣٣٠.