قال عليهالسلام متحدثاً عن علمه بتنزيل الكتاب المجيد : «والله ما نزلت آية إلّا وقد علمت فيما نزلت ، وأين نزلت ، إنَّ ربي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً سؤولاً» وفي بعض الروايات : «ناطقاً ، أو طلقاً ، أو طلقاً سؤولاً» (١).
وقال عليهالسلام : «سلوني عن كتاب الله ، فإنَّه ليس من آية إلّا وقد عرفت أبليل نزلت؟ أم بنهار؟ أم في سهل؟ أم في جبل» (٢).
وعلم التنزيل يشمل كل ما يتصل بنزول القرآن الكريم ، ونلاحظ أنَّ العلماء عند تفسيرهم لآيات الذكر الحكيم ، يرجعون إلى معرفة ظروف نزول الآية الكريمة ، لمعرفة سبب نزولها ، لأنَّ ذلك يعتبر قرينة ، يفهم معنى الآية على ضوئها ، وترجع المعنى الذي يجب أن تتصرف إليه الآية دون غيره من المعاني ، وما من شك أنَّ الإمام علياً عليهالسلام بحكم صلته بالرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وملازمته له ، وحرصه على الأخذ منه ، وحرص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على تعليمه ، فهو أعلم الصحابة بعلم التنزيل ، بل هو المختص به من بينهم.
وإذا كان الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم يتلقى عن طريق الوحي تأويل الكتاب العزيز ، وما فيه من معنىً باطن ، وما حواه من أسرار ، فقد كان يودع كل ذلك عند الإمام علي عليهالسلام ، ويختصه به من بين الصحابة ، لأنَّه كان يعده لتحمل أعباء الرسالة ومسؤولياتها من بعده ، ليكون للأمة علماً وموئلاً يبيِّن لها ما تختلف فيه ، ويوضح
__________________
(١) تجد مختلف الروايات في : أنساب الأشراف ٩٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٩٨ شواهد التنزيل ١ / ٤٥ ، الطبقات الكبرى ٢ / ٣٣٨ ، كفاية الطالب ٢٠٧ كنز العمال ١٣ / ١٢٨ ، نظم درر السمطين ١٢٦.
(٢) أنساب الأشراف ٩٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٧ / ١٠٠ ، ٤٢ / ٣٩٨ ، تفسير القرطبي ١ / ٣٥ ، ذخائر العقبى ٨٣ ، الطبقات الكبرى ٢ / ٣٣٨ ، كفاية الطالب ٢٠٨ ، المناقب ٩٤ ، نظم درر السمطين ١٢٦.