لها أحكام التأويل باعتباره المصدر الفريد لهذا العلم.
قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود : (إنَّ القرآن نزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلّا له ظهر وبطن ، وإنَّ علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن) (١).
وقد عرف ابن مسعود بأنَّه أقرأ الصحابة للقرآن ، وأعلمهم به ، وكان المسلمون من الصحابة والتابعين يرجعون إليه ، ويأخذون عنه ، وهو مدين للإمام علي عليهالسلام ، لأنَّه أخذ هذا العلم عنه ، وقد روي في الأثر عن ابن مسعود ، قال : (لو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله منّي تبلغه المطايا). قال : فقال له رجل : فأين أنت عن علي؟!. قال : به بدأت ، إنّي قرأت عليه (٢).
وممن أخذ عنه هذا العلم حبر الأمة عبد الله بن عباس ، الذي عرف بترجمان القرآن ، والذي أخذ عنه جمع غفير من أئمة التفسير من جميع الفرق والمذاهب الإسلامية ، قال ابن أبي الحديد : (ومن العلوم : علم التفسير ، وعنه ـ أي الإمام علي عليهالسلام ـ اُخذ ، ومنه فرع ، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك ، لأنَّ أكثره عنه ، وعن عبد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له ، وانقطاعه إليه ، وإنَّه تلميذه ، وخرّيجه ، وقيل له : أين علمك من علم ابن عمك ، فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط) (٣).
المقصود بنص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هو تعيين الإمام علي عليهالسلام للإمامة والولاية العامة بعده ، واختصاصه بها من بين كبار الصحابة وأجلائهم ، وإلزام المسلمين بها باعتبارها تشريعاً ثابتاً له ، والنصوص التي جاءت في الحديث النبوي الشريف
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٠٠ ، ينابيع المودة ١ / ٢٢٣.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٠٠ ، ينابيع المودة ١ / ٢٢٣.
(٣) شرح نهج البلاغة ١ / ١٩.