المنافقون : هم الذين يبطنون الكفر ، ويظهرون الإيمان. والذين في قلوبهم مرض : الشاكين في الإسلام مع إظهارهم كلمة الإيمان (١).
عورة : العورة في الثغور ، والحروب ، والمساكن : خلل يتخوف منه القتل ، وقوله عزوجل : (إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ): أي ليست بحريزة (٢).
سميت هذه الواقعة باسم الأحزاب لتحزب يهود بني النضير مع قريش ، وغطفان ، وخروجهم لحرب النبي المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم في جيش واحد بلغ تعداده أكثر من عشرة آلاف مقاتل ، وكانوا قد اتفقوا مع بني قريظة ـ وهم يهود المدينة ـ على نقض العهد الذي أبرمه هؤلاء مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأن ينظموا إليهم في حربه ، فاستجابوا ، ونقضوا العهد ، كان ذلك في شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة.
استشار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المسلمين في البقاء بالمدينة ، والتحصن بها ، وعدم الخروج منها لمواجهة الأعداء ، فوافقوه على ذلك ، وأشار عليه الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر خندق حول المدينة المنورة ، ليصد عنها الأعداء ، فاستصوب رأيه ، وأمر بحفره ، فخفَّ المسلمون لحفره ، وعملوا جميعاً فيه ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعمل معهم في حفره ، وسميت بواقعة الخندق إشارة إليه.
وبينما كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يعمل في حفر الخندق أخبر المسلمين بأنَّهم سيفتحون اليمن ، وأنَّهم سيسيطرون على مدائن كسرى ، وعرش قيصر.
وبعد أن تم حفر الخندق ، وصل المشركون إلى مشارف المدينة المنورة ، فوجدوا أمامهم هذا الحصن ، ففتشوا عن موضع يستطيعون العبور منه ، فلم يجدوا ، فقال بعضهم لبعض : (إنَّ هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها) ، وحطوا رحالهم
__________________
(١) التبيان ٥ / ١٣٦.
(٢) كتاب العين.