الحضور في أحد ، فجعل يجول ، ويدعوا المسلمين إلى مبارزته ، ويصرخ فيهم : هل من مبارز؟. فلم يقم أحدٌ منهم لمبارزته ، وقام الإمام علي عليهالسلام ، فأمره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجلوس.
أخذ عمرو يعرِّض بالمسلمين ، ويقول : (أيّها الناس إنَّكم تزعمون أنَّ قتلاكم في الجنة ، وقتلانا في النار ، أفما يحب أحدكم أن يقدم على الجنة؟! أو يقدم عدوّاً له إلى النار؟!) ، فلم يقم أحد لمبارزته إلّا الإمام علي عليهالسلام ، فأمره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجلوس ثانية.
فأنشد عمرو قائلاً :
ولقد بححت من الندا |
|
ء بجمعكم : هل من مبارز؟ |
ووقفت إذ وقف المشيع |
|
موقف القرن المناجز |
إنّي كذلك لم أزل |
|
مسترعاً قبل الهزاهز |
إنَّ الشجاعة في الفتى |
|
والجود من خير الغرائز |
وللمرة الثالثة لم يقم لمبارزته سوى الإمام علي عليهالسلام ، فأذن له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مبارزة عمرو ، وقال له : «ادن منّي» ، فدنا منه ، فعممه بعمامته ، وقلده سيفه ، وقال له : «إمض لشأنك» ، ورفع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يدع بالدعاء له : «اللهم إنَّك أخذت مني عبيدة يوم بدر ، وحمزة يوم أحد ، فاحفظ عليَّ اليوم علياً ، ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين».
برز الإمام علي عليهالسلام لعمرو ، فقال له عمرو : من أنت؟. فانتسب له ، وقال : أنا علي بن أبي طالب. فقال عمرو : كان أبوك نديماً لي وصديقا ، فارجع ، فإنّي لا أحب أن أقتلك!. فقال له : لكنّي أحب أن أقتلك!. فقال عمرو : يا ابن أخي إنّي