حريجة : المتحرِّج : الكاف عن الإثم (١).
يعتمد أغلب ساسة الدول وقادتها ومن يتولون الأمور في مختلف شؤون الحياة في التوصل إلى أهدافهم كل سبيل ، حتى لو توقف ذلك على ارتكاب كل ما ينافي المبادئ الإنسانية السامية ، والشرائع السماوية ، وهذا ما يعرف ـ اليوم ـ بمبدأ : (الغاية تبرر الوسيلة) ، وهو المبدأ الذي تنتهك به كل الحرمات ، وتعاني منه الشعوب آلام الظلم والحرمان ، لتتحقق للمتسلطين أهواءهم بما يسلكون من طرق ملتوية ، ويخالفون السنن ، والقوانين ، والشرائع ، في سبيل التوصل إليها ، لمجرد اعتقادهم أو ادعائهم أنَّها تحقق لهم غاية مشروعة ، وهذه السيرة اعتمدها المتسلطون على مدى تاريخ البشرية ، وشواهدها أكثر من أن تحصى ، ولا زال العالم يشهد آثارها كل يوم.
إنَّ الإسلام يرفض هذا المبدأ رفضاً قاطعاً ؛ لأنَّه يخالف ما جاء به من أسس العدل والإنصاف ، فهو لا يبيح لولي الأمر أن يسير خلف هواه ، سالكاً أي طريق يحقق مصالحه الشخصية ، ونزواته الفردية ، بل لابد له أن يتقيد بالمثل الإنسانية السامية ، التي أقرها الإسلام ، فجعلها جزءً لا يتجزأ من تشريعاته ، وتعلمياته الأخلاقية ، والتقوى هي الأساس الذي يجب أن يعتمده ولي الأمر في جميع تصرفاته ، باعتبارها الأساس الذي يجب أن يعتمده ولي الأمر في جميع تصرفاته ، باعتبارها الأساس الذي يجب أن تبتني عليه تصرفات المؤمنين ، ولابد لولي الأمر أن يضحي من أجل إسعاد أمته ، ولا (يطلب النصر بالجور) ، ولا مصلحة في تحقق هدف يتوصل إليه بمعصية الله تعالى ، ومخالفة أوامره ، مهما كانت أهمية ذلك الهدف.
والإمام علي عليهالسلام هو تالي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذي عرف باتباعه والسير على
__________________
(١) لسان العرب.