وتشدده في استرجاع ما نهبه بنو أمية وصنائعهم على عهد عثمان ، وعدم استرضائه الأشراف بالأموال ، وهؤلاء ملكوا الملايين مما استأثروا به أنفسهم ، أو وهب لهم بغير حق ، مما أفاءه الله تعالى على الفقراء والمحرومين.
٢ ـ تشدده عليهالسلام مع ولاته : لقد كان يختار للولاية ذوي الكفاءة ، ومن عرف بالأمانة ، والتقوى ، والصلاح ، ومع ذلك فلم يتركهم لشأنهم ، يتصرفون كيفما أرادوا ، بل كان يحملهم على التقيد بأسس الدين ، وأحكامه ، وآدابه ، ويحثهم على التقوى ، وكان يراقب أعمالهم مراقبة دقيقة مستمرة ، فإذا بلغه أنَّ أحدهم خالف ذلك ، حاسبه على قدر مخالفته ، وينال جزاءه بقدر ما تقتضيه مخالفته.
٣ ـ عدم إشراك طلحة والزبير في الحكم ، وقد طلبا منه ذلك قبل خروجهما عليه ، ونكثا بيعته ، وزعما أنَّهما إنَّما بايعاه على أن يشركهما في الحكم ، ولكنه عليهالسلام لم يولِّ أحداً منهما ، لما كان يعرفه من طمعهما بالولاية ، وعدم اطمئنانه إلى أنهما سيتورعان في التصرف بشؤونها.
هذه أهم الإعتراضات ، أذكرها على سبيل المثال ، ولست بصدد استقصاء جميع الإعتراضات.
أمّا معاوية الذي حاولوا أن يجعلوه ندّاً للإمام علي عليهالسلام ، فقد كان يهب الأموال الطائلة لغرض شراء الضمائر ، ويفضِّل في العطاء الأشراف لاستمالتهم ، وكسب ودِّهم ، ويولي على الناس الأشداء ، والأشرار ، ويترك لهم الأمر ، ليتصرفوا حسب ما تمليه أهواؤهم ، ولا يسمع فيهم شكوى أحدٍ من الناس ، بل يحملهم على إخضاع الناس بالقوة والإكراه ، فيرهبون الناس ، وينتقمون منهم بمباركته ، ومن أجل توطيد ملكه ، وسلطانه ، فولّى عمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ليتخلص من شغبهما ، ويكسب تأييدهما لسلطانه.