ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)(١) فكانت ملكاً لها ، تتصرف فيها على عهده ، والروايات تدل على أنَّه أعطاها فدكاً بعد نزول الآية الكريمة.
قال السيوطي : وأخرج الطبراني ، وغيره عن أبي سعيد الخدري ، قال : لمّا نزلت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)دعا رسول الله فاطمة ، فأعطاها فدكاً ـ كذا ، قال ابن كثير : (هذا مشكل ، فإنَّه يشعر بأنَّ الآية مدنية ، والمشهور خلافه) ، وقد روى ابن مردويه عن ابن عباس مثله (٢) ـ أي مثل ما روى أبو سعيد ـ ويؤخذ على ابن كثير أنَّ هذه الآية وآيات أخرى من سورة الإسراء مدنية ، فهل فات السيوطي وابن كثير ذلك؟! أم أنَّ الإذعان بما جاء في نزولها دليل على تجاوز السلف ، ومخالفتهم الكتاب العزيز ، فأغمضا عيناهما تعصباً؟! والله تعالى هو العالم بما يضمر عباده.
وقد نقل رواية أبي سعيد هذه عدد من الحفاظ في كتبهم (٣) ، كما روي الحديث بذلك عن الإمام علي عليهالسلام (٤) ، وعن ابن عباس (٥) ، وعن الإمامين : الإمام محمد الباقر عليهالسلام ، والإمام جعفر الصادق عليهالسلام (٦) ، وعن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام (٧).
قال الإمام علي عليهالسلام في كتابه إلى عثمان بن حنيف : «بلى كانت في أيدينا فدك
__________________
(١) الإسراء ١٧ : ٢٦.
(٢) لباب النقول ١٢٣.
(٣) تفسير ابن كثير ٣ / ٣٩ ، الدر المنثور ٤ / ١٧٧ ، شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٦٨ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٣٨ ، فضائل الخمسة ٣ / ١٣٦ ، كنز العمال ٣ / ٧٦٧ ، مسند أبي يعلى ٢ / ٣٣٤.
(٤) شواهد التنزيل ١ / ٤٤٢ ، كنز العمال ٥ / ٧٢٦ ، ينابيع المودة ١ / ٣٥٩.
(٥) شواهد التنزيل ١ / ٤٤٣ ، الدر المنثور ٤ / ١٧٧.
(٦) شواهد التنزيل ١ / ٤٤٢ ، الميزان ١٦ / ١٨٩.
(٧) ينابيع المودة ١ / ٢٥٩.