وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ الاَخْسَرُونَ الَّذِينَ (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ)(١) وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ماأَقْدَمْتَ وَلاأَحْجَمْتَ وَلانَطَقْتَ وَلاأَمْسَكْتَ إِلاّ بِأَمْرٍ مِنَ الله وَرَسُولِهِ * قُلْتَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدُماً (٢) فَقالَ : ياعَلِيُّ أَنْتَ مِنِّي (٣) بِمَنْزِلَةِ هارونَ مِنْ مُوسى إِلاّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي * وَأُعْلِمُكَ أَنَّ مَوْتَكَ وَحَياتَكَ مَعِي وَعَلى سُنَّتِي * فَوَالله ماكَذِبْتُ وَلا كُذِّبْتُ * وَلا ضَلَلْتُ وَلا ضُلَّ بِي * وَلا نَسِيتُ ما عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي * وَإِنِّي لَعَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي بَيَّنَها لِنَبِيِّهِ * وَبَيَّنَها النَّبِيُّ لِي * وَإِنِّي لَعَلى الطَّرِيقِ الواضِحِ أَلْفُظُهُ لَفْظاً * صَدَقْتَ وَالله جَلَّ وَقُلْتَ الحَقَّ * فَلَعَنَ الله مَنْ ساواكَ بِمَنْ ناواكَ * وَالله جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)(٤) * فَلَعَنَ الله مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ الله عَلَيْهِ وَلايَتَكَ وَأَنْتَ وَلُيُّ الله وَأَخُو رَسُولِهِ * وَالذَّابُّ عَنْ دِينِهِ * وَالَّذِي نَطَقَ القُرْآنُ بِتَفْضِيلِهِ * قالَ الله تَعالى : (وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)(٥) * وَقالَ اللهُ تَعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ
__________________
(١) المؤمنون : ١٠٤.
(٢) أضرب قدّامه بسيفي (المزار الكبير ٢٧٠).
(٣) عندي (المزار الكبير ٢٧٠).
(٤) الزمر : ٣٩ : ٩.
(٥) النساء : ٩٥ ـ ٩٦.