صَفْحَتَهُ فِي دارِ الشِّرْكِ * وَالأَرضُ مَشْحُونَةٌ ضَلالَةً * وَالشَّيْطانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً * وَأَنْتَ القائِلُ : لاتَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً * وَلا تَفَرُّقَهُمْ عَنِّي وَحْشَةً * وَلَوْ أَسْلَمَنِي النَّاسُ جَميعاً لَمْ أَكُنْ مُتَضَرِّعاً * إعْتَصَمْتَ بِالله فَعَزَزْتَ * وَآثَرْتَ الآخِرَةِ عَلى الاُولى فَزَهِدْتَ وَأَيَّدَكَ الله وَهَداكَ وَأَخْلَصَكَ وَاجْتَباكَ * فَما تَناقَضَتْ أَفْعالُكَ * وَلا اخْتَلَفَتْ أَقْوالُكَ * وَلاتَقَلَّبَتْ أَحْوالُكَ * وَلا ادَّعَيْتَ وَلا افْتَرَيْتَ عَلى الله كَذِباً * وَلا شَرِهْتَ إِلى الحُطامِ * وَلا دَنَّسَكَ الآثامُ * وَلَمْ تَزَلْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَيَقِينٍ مِنْ أَمْرِكَ تَهْدِي إِلى الحَقِّ وَإِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * أَشْهَدُ شَهادَةَ حَقٍّ * وَأُقْسِمُ بِالله قَسَمَ صِدْقٍ أَنَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ ساداتُ الخَلْقِ * وَأَنَّكَ مَوْلايَ وَمَولى المُؤْمِنِينَ * وَأَنَّكَ عَبْدُ اللهِ وَوَلِيُّهِ وَأَخُو الرَّسُولِ وَوَصِيُّهِ وَوارِثُهِ * وَأَنَّهُ القائِلُ لَكَ : وَالَّذي بَعَثَنِي بِالحَقِّ ما آمَنَ بِي مَنْ كَفَرَ بِكَ * وَلا أَقَرَّ بِالله مَنْ جَحَدَكَ * وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ وَلَمْ يَهْتَدِ إِلى الله وَلا إِلى مَنْ لا يَهْتَدِي بِكَ * وَهُوَ قَوْلُ رَبِّي عزوجل : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ) إِلى وَلايَتِكَ * مَوْلايَ فَضْلُكَ لا يَخْفى وَنُورُكَ لا يُطْفأ * وَأَنَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الأشْقى * مَوْلايَ أَنْتَ الحُجَّةُ عَلى العِبادِ * وَالهادِي إِلى الرَّشادِ * وَالعُدَّةُ لِلْمَعادِ * مَوْلايَ لَقَدْ رَفَعَ الله فِي الاُولى مَنْزِلَتَكَ * وَأَعْلى فِي الآخِرةِ دَرَجَتَكَ * وَبَصَّرَكَ ما عَمِيَ عَلى مَنْ خالَفَكَ * وَحالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مواهِبِ الله لَكَ * فَلَعَنَ الله مُسْتَحِلِّي الحُرْمَةِ مِنْكَ وَذائِدِي الحَقِّ عَنْكَ *