أَحْجَمْتَ عَنْ مُجاهَدَةِ غاصِبِيكَ (١) ناكِلاً * وَلا أَظْهَرْتَ الرِّضى بِخِلافِ ما يُرْضِي الله مُداهِناً * وَلا وَهَنْتَ لِما أَصابَكَ فِي سَبِيلِ الله * وَلا ضَعُفْتَ وَلا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُراقِباً * مَعاذَ الله أَنْ تَكُونَ كَذلِكَ بَلْ إِذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّكَ * وَفَوَّضْتَ إِلَيْهِ أَمْرَكَ * وَذَكَّرْتَهُمْ فَما ادَّكَرُوا (٢) وَوَعَظْتَهُمْ فَما اتَّعَظُوا * وَخَوَّفْتَهُمُ الله فَما تَخَوَّفُوا (٣) * وَأَشْهَدُ أَنَّكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتّى دَعاكَ الله إِلى جِوارِهِ * وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاْخِتيارِهِ * وَأَلْزَمَ أَعْدائكَ الحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ إِيَّاكَ لِتَكُونَ الحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ مَعَ مالَكَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ * السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ * عَبَدْتَ الله مُخْلِصاً * وَجاهَدْتَ فِي الله صابِراً * وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ مُحْتَسِباً * وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ * وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ * وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ * وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ * وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ ما اسْتَطَعْتَ * مُبْتَغِياً (٤) ما عِنْدَ الله * راغِباً فِيما وَعَدَ الله * لا تَحْفِلُ بِالنَّوائِبِ * وَلاتَهِنُ عِنْدَ الشَّدائِدِ * وَلا تَحْجُمُ عَنْ مُحارِبٍ أَفِكَ مَنْ نَسَبَ غَيْرَ ذلِكَ إِلَيْكَ * وَافْتَرى باطِلاً عَلَيْكَ * وَأَوْلى لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ * لَقَدْ جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ الجِهادِ * وَصَبَرْتَ عَلى الأذى صَبْرَ احْتِسابٍ * وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالله وَصَلّى لَهُ وَجاهَدَ وَأَبْدى
__________________
(١) عاصيك (المزار الكبير ٢٦٧ ، بحار الأنوار ٩٧ / ٢٦١).
(٢) ذكروا (المزار الكبير ٢٦٧).
(٣) فلم يخافوا (المزار ٧٠).
(٤) مرضاة ما عند الله (المزار الكبير ٢٦٨).