الصراع بين الحق والباطل قديم ، بدأ مع الإنسان منذ أن وجد على سطح الأرض ، وأول شواهد وأقدمها ما جرى بين ابني آدم عليهالسلام ـ على ما نقله الذكر الحكيم ، وما تمثله قصتها من تعنت الظالم المبطل ، وشهامة المحق ، وإنسانيته ، وصبره ، وقد تعرض ـ على مدى تاريخ البشرية ـ عدد كبير من الأنبياء ، وأوصياؤهم ، وأتباعهم المخلصين إلى الأذى والتعذيب ، واستشهدوا على أيدي الظلمة المفسدين الذين لا يعترفون بالقيم ، ولا يهمهم سوى منافعهم المادية ، وملذاتهم الرخيصة ، فلا عدوَّ لهم سوى الحق ، وعداؤهم له لا لشي سوى أنَّه يقف أمامهم سدّاً منيعاً ، يحد من نشاطهم الإجرامي ضد أبناء جنسهم ، لينصفهم ، ويؤدي لكل ذي حق حقه ، فهم أعداء الإنسانية ، ومثلها القيمة ، وأعداء الشرايع السماوية ، ومن جاء بها من الأنبياء ، والمرسلين ، وأعداء أوصيائهم والمخلصين من أتباعهم ، وهؤلاء يستحقون اللعن من الله تعالى ، والعذاب الشديد في نار جهنم.
وفي طليعة أنصار الحق ، ودعاته المخلصين الذي تعرضوا لظلم المتعنتين ، سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، فقد اعتدي عليه : فغضب حقه ، واُنكر عهده ، وجُحِد بعد اليقين ، وبعد التبليغ به يوم الغدير على رؤوس الأشهاد ، حيث أشهد الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم على الأمة رب العزة عزوجل ، ونزل الذكر الحكيم يبشرهم بإكمال الدين ، وإتمام النعمة على المسلمين بالولاية التي فرضها الله عزوجل ، وأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المسلمين بأداء البيعة لوليهم في ذلك اليوم المشهود ، فمن اعتدى به ذلك ، فهو راد على الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مخالف ما أمرا به ، وأكدا عليه ، وبذلك يستحق اللعن والعذاب.