قتلة أمير المؤمنين عليهالسلام :
ذكر المؤرخون أنَّه (١) اجتمع عبد الرحمن بن ملجم ، والبرك بن عبد الله ، وعمر بن بكير ـ أو بكر ـ في مكة المكرمة ، وهم من الخوارج ، واتفقوا على أن يقتلوا أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومعاوية ، وعمرو بن العاص ، وتعهد كل واحد منهم أن يقتل أحد هؤلاء الثلاثة ، وتفرقوا لينفذ كل واحد منهم ما تعهد به ، فتوجه عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله إلى الكوفة ، وهو يكتم ما جاء من أجله ، خشية أن يفشل في تنفيذ ما تعهد به.
وصل ابن ملجم إلى الكوفة ، فذهب إلى بني تيم الرباب ، فرأى امرأة منهم اسمها : قطام بنت شجنة ، قتل أبوها ، وأخوها يوم النهروان ، فأعجبته ، وخطبها ، فطلبت منه أن يكون مهرها : ثلاثة آلاف دينار ، وعبداً ، وقينة ، وقتل الإمام علي عليهالسلام ، فوافق ، وأخبرها بأنَّه قدم الكوفة من أجل ذلك ، وكان مع ابن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي عندما نفذ جريمته الشنيعة ، وباتاً معاً تلك الليلة عند الأشعث بن قيس الكندي ، حتى كاد الفجر أن يطلع ، فقال له الأشعث : النجاء ... النجاء ، فقد فضحك الصبح.
وجميع هؤلاء لعنهم الله ساهموا ـ بشكل أو بآخر ـ في جريمة قتلا الإمام علي عليهالسلام ، واقترفوا أعظم جريمة ، وتحملوا من الإثم ما انتهكوا به حرمة الإسلام ، وحرمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بقتلهم وصيه ، وأخيه ، ونفسه ، ووليه ، ووزيره ، وخليفته في أمته ، فهم وجميع من ظلمه ، واعتدى عليه ، أو أعان أعداءه ، أو تمرد عليه ، أو شايع قتلته ، أو ظالميه ، أو رضي بفعلهم ، يستحق اللعن بما اقترف من الإثم.
__________________
(١) بتصرف وتلخيص عن : أنساب الأشراف ٤٨٧ ـ ٩٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٥٨ ـ ٥٥٩ ، شرح نهج البلغة ٦ / ١١٣ ـ ١١٧ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٣٥ ـ ٣٦.