١ ـ جاء في حديث المؤاخاة عن زيد بن أبي أوفى : فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلّا لنفسي ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنَّه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ، ووارثي. قال : وما أرث منك يا رسول الله؟. قال : ما ورَّثت الأنبياء من قبلي. قال : وما ورَّثت الأنبياء من قبلك؟. قال : كتاب ربِّهم ، وسنة نبيهم ...» الحديث (١).
٢ ـ وجاء في حديث معاذ بن جبل قال : قال علي : يا رسول الله ، ما أرث منك؟. قال : «ما يرث النبيون بعضهم من بعض ، كتاب الله ، وسنة نبيه» (٢).
٣ ـ روى ابن عباس ، قال : كان علي يقول في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله يقول : (أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ)(٣). والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات ، أو قتل ، لأقتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، والله إنّي لأخوه ، ووليه ، وابن عمِّه ، ووارث علمه ، فمن أحق به منّي (٤)».
هذا بعض ما روي من الأحاديث في وراثة الإمام علي عليهالسلام لعلم الرسول المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد تضمن كثير من الأحاديث النص على أنَّه وارث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مر بنا بعضها في مواضيع سابقة ، ومعلوم أنَّ كل الأحاديث التي تنص على الوراثة بصورة عامة ، غير مخصصة بوراثة العلم ، هي محمولة عليها ، لأنَّ الإمام علياً عليهالسلام لا يرث من مال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً بحسب القواعد الشرعية ، فابنته الصديقة الزهراء عليهاالسلام هي الوارث الوحيد غير زوجاته على رأي الشيعة ، ويشاركها في وراثته عمه
__________________
(١) ذخائر العقبى ٧١.
(٢) ذخائر العقبى ٧١.
(٣) آل عمران ٣ : ١٤٤.
(٤) تفسير ابن كثير ١ / ٤١٨ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٢٥ ، المستدرك ٣ / ١٢٦ ، المعجم الكبير ١ / ١٠٧.