حكمه. فقام إليه عبد الله بن أبيّ بن سلول حين أمكنه الله منهم ، فقال : يا محمد ، أحسن في مواليّ. فأعرض عنه. فأدخل يده في جيب درع رسول الله (١) صلىاللهعليهوسلم. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أرسلني ، وغضب ، أرسلني ، ويحك. قال : والله لا أرسلك حتى تحسن في مواليّ : أربعمائة حاسر ، وثلاثمائة دارع ، [٢٧ أ] قد منعوني من الأحمر والأسود ، تحصدهم في غداة واحدة. إنّي والله امرؤ أخشى الدوائر. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هم لك.
وحدّثني أبي إسحاق (٢) عن عبادة بن الوليد ، قال : لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، تشبّث بأمرهم ابن سلول وقام دونهم.
قال : ومشى عبادة بن الصّامت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان أحد بني عوف (٣) ، لهم من حلفه (٤) مثل الّذي لابن سلول ، فخلعهم (٥) إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتبرّأ إلى الله ورسوله من حلفهم ، وقال : أتولّى الله ورسوله والمؤمنين ، فنزلت فيه وفي ابن سلول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) إلى قوله (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) إلى قوله(إِنَّما
__________________
(١) قال ابن هشام ٣ / ١٣٧ «وكان يقال لها : ذات الفضول».
(٢) كذا في الأصل ، والمقصود أن القائل محمد بن إسحاق يحدث عن أبيه إسحاق بن يسار. وبهذا السند وردت الروآية في ابن هشام (٣ / ١٣٨) وابن كثير في التفسير (٣ / ١٢٦) والبدآية والنهاية (٤ / ٤). على أن ابن حجر يذكر في ترجمة إسحاق في تهذيب التهذيب (١ / ٢٥٧) أنه روى عن أشخاص عددهم وقال : دون غيرهم. وليس من بينهم عبادة بن الوليد.
(٣) في ع : (عون) تحريف. وانظر جمهرة أنساب العرب (٣٥٤) وأنساب الأشراف (١ / ٢٥١) وسيرة ابن هشام ٣ / ١٣٨.
(٤) كذا في الأصل ، ع. وفي السيرة. وعبارة ابن الملا في المنتقى «له من حلفهم» وهي أصح وأنسب للسياق.
(٥) في الأصل ، ع : (فجعلهم). والتصحيح من ابن هشام وابن كثير.