تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

فاغفر فداء لك ما اقتفينا (١)

وثبّت الأقدام إن لاقينا

 وألقين سكينة علينا

إنّا إذا صيح بنا أتينا (٢)

 وبالصّياح عوّلوا علينا (٣)

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من هذا السائق»؟ قالوا : عامر. قال : «يرحمه‌الله». قال رجل من القوم : وجبت يا رسول الله ، لو لا أمتعتنا (٤) به. فأتينا خيبر فحاصرناهم ، حتى أصابتنا مخمصة شديدة. فلما أمسى النّاس مساء اليوم الّذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما هذه النّيران على أيّ شيء توقد»؟ قالوا : على لحم حمر إنسيّة (٥). فقال : «أهريقوها واكسروها». فقال رجل : أو يهريقوها ويغسلوها (٦). قال : أو ذاك.

قال : فلما تصافّ القوم كان سيف عامر فيه قصر ، فتناول به ساق يهوديّ ليضربه ، فيرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر ، فمات منه. فلما قفلوا قال سلمة ، وهو آخذ بيدي (قال) (٧) : لما رآني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ساكتا) (٨) : قال : مالك؟ قلت : فداك أبي وأميّ ، زعموا أنّ عامرا حبط

__________________

(١) عند البخاري ٥ / ٧٢ «أبينا».

(٢) اقتفينا : اتّبعنا وهي رواية مسلم ، وفي البخاري : ما أبقينا.

(٣) انظر سيرة ابن هشام ٤ / ٣٩ ففيه اختلاف عن هنا. وكذلك عيون الأثر ٢ / ١٣٠ ، وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ١١١ ونهاية الأرب ١٧ / ٢٤٩ ، وعيون التواريخ ١ / ٢٦٤.

(٤) في الأصل : ع : أمتعنا. وأثبتنا نص البخاري (٥ / ٧٢).

(٥) الحمر الإنسيّة : نسبة إلى الإنس ، وهم النّاس لاختلاطهم بهم ، بخلاف حمر الوحش.

(٦) هذه عبارة صحيح مسلم ٣ / ١٤٢٩ والفعل فيها مجزوم بلام الأمر المحذوفة عند القائلين بجواز حذفها ، أو هو مجزوم لوقوعه في جواب أمر محذوف. وعبارة البخاري : أو نهريقها ونغسلها.

(٥ / ٧٢) وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ١١٣.

(٧) زيادة من صحيح مسلم لتوضيح السياق (٣ / ١٣٢٩).

(٨) في الأصل : شأ ، وفوقها كلمة (كذا). وهي تحريف ظاهر ، تصحيحه من صحيح مسلم (٣ / ١٤٢٩).