على المدينة سباع بن عرفطة الغفاريّ (١) قال أبو هريرة : فوجدناه في صلاة الصّبح ، فقرأ في الركعة الأولى (كهيعص) (٢) ، وقرأ في الثانية (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (٣). قال أبو هريرة : فأقول في صلاتي : ويل لأبي فلان له مكيالان ، إذا اكتال اكتال بالوافي ، وإذا كال كال بالنّاقص. قال : فلما فرغنا من صلاتنا أتينا سباع بن عرفطة فزوّدنا شيئا حتى قدمنا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد فتح خيبر ، فكلّم المسلمين فأشركونا في سهمانهم.
وقال مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، أخبرني سويد ابن النّعمان ، أنّه خرج مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام خيبر ، حتى إذا كانوا بالصّهباء ـ وهي أدنى خيبر ـ صلّى العصر ، ثم دعا بأزواد فلم يؤت إلّا بالسّويق ، فأمر به فثرّي (٤) ، فأكل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأكلنا. ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ، ثم صلّى ولم يتوضّأ : أخرجه البخاري (٥).
وقال حاتم بن إسماعيل ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة قال : خرجنا مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم [٦٦ ب] إلى خيبر فسرنا ليلا. فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع : ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ (٦). وكان عامر رجلا شاعرا فنزل يحدو بالقوم ويقول :
اللهمّ لو لا أنت ما اهتدينا (٧) |
|
ولا تصدّقنا ولا صلّينا |
__________________
(١) الإصابة ٢ / ١٣ رقم ٣٠٨٠ وانظر الطبقات لابن سعد ٢ / ١٠٦.
(٢) سورة مريم : الآية الأولى.
(٣) سورة المطففين : الآية الأولى.
(٤) ثري السويق وغيره تثرية : صبّ عليه الماء ثم لبّ. والسّويق خبز يتخذ من الحنطة والشعير.
(٥) صحيح البخاري : كتاب الوضوء باب من مضمض من السويق ولم يتوضأ. (١ / ٥٩) وكتاب الجهاد والسير ، باب حمل الزاد في الغزو ٣ / ٢٢٢ ، وكتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ٥ / ٧٢).
(٦) الهنيهات : ومثلها الهنات والهنيات : الكلمات والأراجيز (تاج العروس).
(٧) عند ابن هشام في السيرة ٤ / ٣٩ : «
والله لو لا الله ما اهتدينا
» وانظر مناقب أمير المؤمنين عليّ للواسطي ١٢٩.