وكان عبد الله من السابقين ، أسلم قبل دار الأرقم ، وهاجر إلى الحبشة هو وإخوته وشهد بدرا.
وقال معمر ، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي : ثنا أشياخنا أنّ عبد الله بن جحش جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم أحد وقد ذهب سيفه ، فأعطاه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عسيبا من نخل ، فرجع في يد عبد الله سيفا. مرسل.
عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه ، قال : بعثني النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع ، وقال لي : إن رأيته فأقرئه منّي السّلام وقل له : يقول لك رسول الله كيف تجدك؟ فجعلت أطوف بين القتلى ، فأصبته وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة ، فقلت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ عليك السّلام ويقول لك : خبّرني كيف تجدك؟ قال : على رسول الله السّلام وعليك ، قل له : يا رسول الله أجد ريح الجنّة ، وقل لقومي الأنصار : لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم شفر يطرف (١). قال : وفاضت نفسه (٢).
أخرجه البيهقي ، ثم ساقه فيما بعد من حديث محمد بن إسحاق (٣) ، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن المازني ، منقطعا ، فهو شاهد لما رواه خارجة.
وقال موسى بن عقبة : ثم انكفأ المشركون إلى أثقالهم ، لا يدري المسلمون ما يريدون. فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : إن رأيتموهم ركبوا وجعلوا الأثقال (٤)
__________________
(٢) / ٢٧٢ ، ٢٧٣ والإصابة لابن حجر ٢ / ٢٨٦ ، ٢٨٧.
(١) الشفر : شفر العين ، وهو أصل منبت الشعر في الجفن. (تاج العروس ١٢ / ٢٠٧).
(٢) انظر الموطأ للإمام مالك كتاب الجهاد ٣١٠ رقم ١٠٠٤ ، صفة الصفوة ١ / ٤٨٠ ، ٤٨١ ، تاريخ الخميس ١ / ٤٩٥ ، الأغاني ١٥ / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، السير والمغازي ٣٣٤ ، ٣٣٥.
(٣) سيرة ابن هشام ٣ / ١٧١.
(٤) الأثقال : جمع الثقل ، محركة ، وهو متاع المسافر وحشمه.