رضياللهعنه ، أنّ الأنصار جمعوا مالا ، فأتوا به النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فقالوا : ابن بهذا المسجد وزيّنه ، إلى متى نصلّي تحت هذا الجريد؟ فقال : ما بي رغبة من أخي موسى ، عريش كعريش موسى(١).
وروي عن الحسن البصريّ في قوله «كعريش موسى» ، قال : إذا رفع يده بلغ العريش ، يعني السّقف.
وقال عبد الله بن بدر ، عن قيس بن طلق بن عليّ ، عن أبيه قال : بنيت مع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم مسجد المدينة ، فكان يقول : قرّبوا اليماميّ (٢) من الطّين ، فإنّه من أحسنكم له بناء.
وقال أبو سعيد الخدريّ رضياللهعنه : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : المسجد الّذي أسّس على التّقوى مسجدي هذا. أخرجه مسلم بأطول منه (٣).
وقال صلىاللهعليهوسلم : صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلّا مسجد الكعبة. صحيح (٤).
وقال أبو سعيد رضياللهعنه : كنّا نحمل لبنة لبنة ، وعمّار يحمل لبنتين لبنتين ، يعني في بناء المسجد. فرآه النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فجعل ينف عنه
__________________
(١) انظر : دلائل النبوّة للبيهقي (٢ / ٢٦٢) ، والبداية والنهاية لابن كثير : (٣ / ٢١٥) ، ووفاء ألوفا بأخبار دار المصطفى للمسهودي (١ / ٢٤٢) قال ابن كثير : وهذا حديث غريب من هذا الوجه : (انظر السيرة النبويّة له ٢ / ٣٠٤).
(٢) اليماميّ : نسبة إلى اليمامة. وهو طلق بن عليّ السّحيمي ، ويقال طلق بن ثمامة. كان من الوفد الذين قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم من اليمامة فأسلموا. مشهور له صحبة وفائدة ورواية.
ترجمته في طبقات ابن سعد (٥ / ٥٥٢). أسد الغابة (٣ / ٩٢). الإصابة في تمييز الصّحابة (٢ / ٢٣٢ ، تهذيب التهذيب (٥ / ٣٣).
(٣) صحيح مسلم ١٣٩٨ : كتاب الحجّ ، باب بيان أنّ المسجد الّذي أسّس على التّقوى هو مسجد النّبيّ صلىاللهعليهوسلم بالمدينة.
(٤) صحيح البخاري ٢ / ٥٦ : كتاب الصلاة ، أبواب التطوّع ، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة. وصحيح مسلم ١٣٥٤ : كتاب الحجّ ، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة.