أربع عشرة مائة. قال : فأكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا. ثم قال نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم : هل من وضوء؟ فجاء رجل بإداوة له ، فيها نطفة فأفرغها في قدح. فتوضّأنا كلّنا ، ندغفقه (١) دغفقة ، أربع عشرة مائة. قال : ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا : هل من طهور؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فرغ الوضوء». أخرجه مسلم (٢).
وقال موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : قال ابن عبّاس : لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الحديبيّة كلّمه بعض أصحابه فقالوا : جهدنا وفي النّاس ظهر (٣) فانحره. فقال عمر : لا تفعل يا رسول الله فإنّ النّاس إن يكن معهم بقيّة ظهر أمثل. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ابسطوا أنطاعكم وعباءكم. ففعلوا. ثم قال : من كان عنده بقيّة من زاد وطعام فلينثره. ودعا لهم ثم قال : قرّبوا أوعيتكم. فأخذوا ما شاء الله. يحدّثه نافع بن جبير.
وقال يحيى بن سليم الطّائفي ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الطّفيل ، عن ابن عبّاس ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما نزل مرّ [الظّهران] (٤) في صلح قريش قال أصحابه : لو انتحرنا يا رسول الله من ظهورنا فأكلنا من لحومها وشحومها وحسونا من المرق أصبحنا غدا إذا عدونا عليهم وبنا جمام (٥). قال : [لا] (٦) ، ولكن ائتوني بما فضل من أزوادكم. فبسطوا أنطاعا ثم صبّوا عليها فضول أزوادهم. فدعا لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالبركة ، فأكلوا حتى تضلّعوا شبعا ، ثم لفّفوا فضول ما فضل من أزوادهم في جربهم.
__________________
(١) دغفق الماء : إذا صبّه كثيرا. (لسان العرب ـ دغفق).
(٢) صحيح مسلم (١٧٢٩) : كتاب اللّقطة ، باب استحباب خلط الأزواد إذا قلّت والمؤاساة فيها.
(٣) الظهر : الإبل التي يحمل عليها وتركب. (لسان العرب ـ ظهر).
(٤) سقطت من الأصل وأثبتناها من ع.
(٥) الجمام : الراحة.
(٦) سقطت من الأصل.