الليل ففدعت يداه ، وليس لنا هناك عدوّ غيرهم ، وهم تهمتنا (١) ، وقد رأيت إجلاءهم. فلما أجمع على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال : يا أمير المؤمنين ، تخرجنا وقد أقرّنا محمد وعاملنا؟ فقال : أظننت أنّي نسيت قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو قلوصك ليلة بعد ليلة. فأجلاهم وأعطاهم قيمة ما لهم من الثمر مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك. أخرجه البخاري عن أبي أحمد (٢).
وقال ابن فضيل ، عن يحيى بن سعيد (٣) ، عن بشير بن يسار (٤) عن رجال من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما ظهر على خيبر قسّمها على ستّة وثلاثين سهما ، جمع كلّ سهم مائة سهم ، فكان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وللمسلمين النّصف من ذلك ، وعزل النّصف الباقي لمن نزل به من الوفود والأمور ونوائب النّاس [٧١ أ]. أخرجه أبو داود (٥).
وقال سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار (٦) أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قسّم خيبر ستّة وثلاثين سهما ، فعزل للمسلمين ثمانية عشر سهما ، فجمع كلّ سهم مائة ، والنّبيّ صلىاللهعليهوسلم معهم وله سهم كسهم أحدهم (٧). وعزل النّصف لنوائبه وما ينزل به من أمور المسلمين ، فكان ذلك الوطيح
__________________
(١) التهمة : (كهمزة) ما يتهم عليه. وهم تهمتنا أي نظنّ فيهم ما نسب إليهم.
(٢) صحيح البخاري : كتاب الشروط ، باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك. (٣ / ١٧٧ ، ١٧٨).
(٣) في الأصل ، ع : سعد ويأتي صحيحا في سند الحديث التالي. وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب (١١ / ٢٢٠).
(٤) في الأصل : بشار. والتصحيح من ع ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (١ / ٤٧٢). ومن فتوح البلدان ١ / ٢٨ و ٢٩.
(٥) سنن أبي داود : كتاب الخراج والفيء والإمارة ، باب ما جاء في حكم أرض خيبر (٢ / ١٤٢) وانظر : عيون الأثر لابن سيّد الناس ٢ / ١٤١.
(٦) في الأصل : بشار. وانظر ما تقدّم.
(٧) في الأصل : كسهم آخرهم. وما أثبتناه من ع وسنن أبي داود (٢ / ١٤٣).