ولكن لا أجد لك غير [ذلك] (١). فقام أبو سفيان في المسجد فقال : أيّها النّاس إنّي قد أجرت بين النّاس. ثم ركب بعيره وانطلق. فلما قدم على قريش ، قالوا : ما وراءك؟ فقصّ شأنه ، وأنّه أجار بين النّاس. قالوا : فهل أجاز ذلك محمد؟ قال : لا. قالوا : والله إن زاد الرجل على أن لعب بك.
ثم أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالجهاز ، وأمر أهله أن يجهّزوه. ثم أعلى النّاس بأنّه يريد مكة ، وقال : اللهمّ خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتهم في بلادهم.
فعن عروة وغيره قالوا : لما أجمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم السّير إلى مكة ، كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش بذلك مع امرأة ، فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به. وأتى النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الوحي بفعله. فأرسل في طلبها عليّا والزّبير. وذكر الحديث (٢).
أخبرنا محمد بن أبي الحرم القرشيّ [٩١ ب] وجماعة ، قالوا : ثنا الحسن بن يحيى المخزوميّ ، ثنا عبد الله بن رفاعة ، أنا عليّ بن الحسن الشافعيّ ، أنا عبد الرحمن بن عمر بن النّحّاس ، أنبأ عثمان بن محمد السمرقندي ، ثنا أحمد بن شعبان ، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن حسن بن محمد ، أخبرني عبيد الله بن أبي رافع ـ وهو كاتب عليّ ـ قال : سمعت عليّا يقول : بعثني النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أنا والزّبير والمقداد ، قال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (٣) ، فإنّ بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها.
__________________
(١) سقطت من الأصل وأثبتناها من ع ، ح ، ومن السيرة لابن هشام ٤ / ٨٧ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٤٧.
(٢) انظر سيرة ابن هشام ٤ / ٨٤ ـ ٨٨ ، تاريخ الطبري ٣ / ٤٢ ـ ٤٩ ، المغازي للواقدي ٢ / ٧٨٠ ـ ٧٩٨ ، نهاية الأرب ١٧ / ٢٨٧ ـ ٢٩١ ، عيون الأثر ٢ / ١٦٣ ـ ١٦٧ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٧٨ ـ ٢٨٣ ، عيون التواريخ ١ / ٢٨٨ ـ ٢٩١ ، شفاء الغرام ٢ / ١٧٦ ـ ١٧٨.
(٣) روضة خاخ : موضع بين الحرمين بقرب حمراء الأسد من المدينة. ذكرها ياقوت ولم يعرّف بموقعها (معجم البلدان ٢ / ٨٨).