البجلي (١) ، فإنه هدمها وسوابقه في الإسلام لا تنكر ، ومجال حروب القادسية عليه وعلى قومه ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من خير ذي يمن» (٢) فما عسى أن يكون بنو محمد روحان ، وأين سوابقهم في الإيمان ، ومن المراسم عليهم طرد المطرفية الأشرار فما نفوهم إلى الآن فأي توبة لهم ، وأي صلاح لهم ، وإنما هذه مسائل الأشرار الذين يريدون لبس الحق بالباطل ، وتكدير سلسال الحق بزردي الباطل.
[حكم أخذ العقائب]
وسألت وقلت : ما الحجة على أخذ العقائب الكبيرة من الناس في الخطايا ، وربما اقتصر في ذلك على العقوبة من دون استيفاء حق الظالم (٣) على كماله ، قال المعترض : العقائب التي في هجرهم يذكرونها لمن حل معهم ، فإن اختار التزامها حل معهم وأكره بعد ذلك ، وإن لم يختر لم يحل لهم.
الكلام في ذلك : إن العقوبة بالمال قد قدمنا عن علي عليهالسلام أنه عاقب المحتكر بجملة ماله ، وكان مالا عظيما ولا أكثر من جملة المال فكيف يستعظم ما سوى ذلك من نصف أو ثلث ، أو ربما اقتصر على العقوبة من دون
__________________
(١) هو جرير بن عبد الله البجلي. قيل : قدم على رسول الله سنة عشر من الهجرة في شهر رمضان واعتزل علياعليهالسلام ومعاوية ، وأقام بالجزيرة ونواحيها حتى توفي بالشراة سنة أربع وخمسين. قال في (شرح نهج البلاغة) : ويذكر أهل السير أن عليا عليهالسلام هدم دار جرير ودور قوم ممن خرج معه حيث فارق عليا عليهالسلام منهم أبو أراكة بن مالك بن عامر القسري ، كان ختنه على ابنته. انظر شرح ابن أبي الحديد ٣ / ١١٥ ـ ١١٨.
(٢) انظر قوله : «من خير ذي يمن» في مسند أحمد ج ٤ ص ٣٦٠ و ٣٦٤ ، ومستدرك الحاكم ١ / ٢٨٥ ، و (مجمع الزوائد) ج ٩ / ٣٧٢ ، و (تهذيب المقال) للأبطحي ج ٣ ص ٣٢ ، وعزاه إلى كتاب (بحار الأنوار) ج ٢١ ص ٣٧١ ، وهو في (تهذيب المقال) ص ٣٣ ، وعزاه إلى ابن سعد في (الطبقات) ج ١ ص ٣٤٧ وص ٣٥ ، وعزاه إلى ابن عبد البر في (الاستيعاب).
(٣) كذا في (أ) وفي (ب) : حق المظلوم.